منتدى العدميين العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى العدميين العرب

منتدى فلسفي حواري ذو توجه عدمي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 معارك فكرية .. الفن ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mumbuzia
عضو جميل
عضو جميل
mumbuzia


عدد المساهمات : 182
نقاط : 16612
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
العمر : 35

معارك فكرية .. الفن .. Empty
مُساهمةموضوع: معارك فكرية .. الفن ..   معارك فكرية .. الفن .. Emptyالأربعاء أغسطس 26, 2009 5:14 am

معارك فكرية .. الفن

اعداد ماهر حسن ٢٦/ ٨/ ٢٠٠٩
فى مطلع عام ١٩٤٤م، دارت هذه المعركة «القديمة - المتجددة» والتى طرحت سؤالاً حول ماهية الفن والإبداع.. حول الفن للفن.. والفن للمجتمع، وبدأت أولى جولات هذه المعركة على صفحات مجلة «الثقافة» فى ٤ أبريل من عام ١٩٤٤م، وكان هناك ثلاثة أطراف أساسيون فى هذه المعركة، هم: أحمد أمين وتوفيق الحكيم وعبدالوهاب عزام.

وكانت هذه المساجلة قد بدأت بعنوان: «مستقبل الأدب العربى»، حيث دبج أحمد أمين مجموعة مقالات فى مجلة الثقافة الجديدة حول هذا المعنى، وقد عرض أحمد أمين لضرورة تأسيس أدب جديد يعنى بالإصلاح الاجتماعى، وعرض فى سياق مقالاته للأدب الاجتماعى الأمريكى وهاجم الأدب الذى يعتمد على التراث القديم ويستوحى أساطير اليونان والرومان وغيرهما، فرد عليه توفيق الحكيم مؤكداً أن الأدب الأكثر بقاءً وخلودًا هو الذى لا يرتبط بالأحداث ولا المشاكل الاجتماعية العامة وأن بقاءه وخلوده مرتهن بالتجربة الإنسانية ومرتبط بتجربتها فى العموم.

وهاجم توفيق الحكيم دعوة أحمد أمين إلى «أخلاقية الأدب»، وقال إن الفنان ليس مطالبًا بأن نحدد له طريقاً ونهجًا بشكل مسبق حيث يتعين أن يكون الفنان حراً. وكان الحكيم فى هذا متأثرًا بالنظرية الغربية التى تفرض فصل الأدب عن المجتمع، ورأى البعض آنذاك أن هذه النظرية تخدم الاستعمار وتشجع على التغريب، وأنه يتعين ألا نقبل بها دون فرز مدقق لها ولا ينبغى قبولها على علاتها.

أحمد أمين: للمجتمع

أول واجب على الأدب العربى فى نظرى، أن يتعرف على الحياة الجديدة للأمة العربية ويقودها ويجد فى إصلاح عيوبها ويرسم لها مثلها الأعلى ويستحثها للسير إليه. إن الأدب العربى إلى الآن تغلب عليه النزعة الفردية لا النزعة الاجتماعية. وأرى أن الأدب العربى يجب أن يتجه من جديد - بقوة ووفرة - إلى النزعة الاجتماعية حتى يعوض ما فاته منها، ومستقبل الأمم العربية وحاضرها فى أشد الاحتياج إلى الأدب الاجتماعى ينهض بها.

أطمع فى أن يكون لنا فى الأدب العربى أمثال برناردشو فى الأدب الإنجليزى وأنانول فرانس فى الأدب الفرنسى وتولستوى فى الأدب الروسى وأمثالهم ممن وقوفوا أدبهم على خدمة المجتمع وإشعاره واستثارته إلى التسامى.

وهذا هو الأدب الأمريكى يحمل لواءه اليوم رجال مارسوا الحياة العملية فى شتى شؤونها، ثم لم يكتبوا فى خيال أو أوهام وأحلام، وإنما يكتوب أكثر ما يكتوبون فى مشكلاتهم المالية ومسائلهم اليومية وحياتهم الاجتماعية، وأكثر هؤلاء لا يستوحون أساطير اليونان وإنما يستوحون مجتمعهم وما فيه وما يصبو إليه وللأدب العربى أن يستوحى أمرأ القيس أو شهرزاد ولكن يجب أن يكون ذلك نوعا من الأدب لا كل نوع وهو النوع الغالب ولا هو الأرقى.

والذى أوقع الأدب العربى فى هذا النقص أن الأدب ظل من ظلال الحياة الاجتماعية، وللبيئة أثر كبير فى تكوينه.

والأمم العربية قضت عهداً طويلاً فى دور قوى فيه الوعى الفردى ولم يقم فيه الوعى الاجتماعى شأن الأمم كلها ولكن الأمم الحية قطعت هذا الدور، وتعلمت الوعى الاجتماعى والأمم العربية لا يزال الوعى الاجتماعى فيها فى حالة التكون لم يتم ولم يقو.

فالوعي الاجتماعى يكون حيث يكون شعور أفراد الأمة بعلاقاتهم وخيرهم وتجاه تفكيرهم وإرادتهم لخير المجتمع بجانب الشعور بالتفكير والإرادة فى أشخاصهم.

إن الأمم الشرقية فى بدء عهدها بالوعى الاجتماعى يجب أن يكون لها أدباء يدفعون هذا الوعى العام إلى الأمام حتى يكمل وينضج.

إنه - أى الأستاذ توفيق الحكيم - قلب غرضى رأساً على عقب ونسب إلىَّ ما لم أقل. إنى دعوت إلى أن يكون من مصادر الأدب حياتنا الاجتماعية التى نحياها فيكون لها روايات تمثل بؤس الشعب وإغلالها والاستعداد بها وتدعو إلى حياة اسمى من حياتنا وإلى تكسير أغلالنا والثورة على الظلم الذى ينتابنا، فاستنتج من هذا استنتاجاً عجيباً، أنى أدعو إلى المادية وإلى تسخير الأدب فى خدمة العيش وأنى أربد - على حد تعبيره - أن استخدم الأدب للدعايات الاجتماعية.

لا يا أخى، فرق كبير بين الدعوة إلى أن يكون من مصادر الأدب الحياة الاجتماعية والوعى الاجتماعى وبين الدعوة إلى مادية الأدب وتسخيره للأغراض الوضيعة، فالأدب الاجتماعى قد يكون فى اسمى مراتب الروحانية.

توفيق الحكيم: للفن

مع الأسف أرانى مضطراً لأن أقول إن استيحاء أساطير اليونان والرومان وامرئ القيس و«شهرزاد» هو النوع الأرقى فى الأدب، فى كل أدب، لا فى الماضى وحده ولا فى الحاضر. بل فى الغد أيضا وبعد آلاف السنين ما دام الإنسان إنسانا، وما دام رقيه الذهنى بخير لم يصبه نكاس، فالإنسان الأعلى هو الذى يصون «الجمال الفنى» من الاستغلال فى أى صورة من صوره.

ويحتفظ به لمتعته الذهنية وثقافته الروحية. وأن اليوم الذى نرى فيه «الأدب» قد استخدم للدعايات الاجتماعية والتصوير استغل فى معارض الإعلان عن السلع التجارية، و«الشعر» جعل أداة لإثارة الجماهير فى الانتخابات السياسية، لهو الذى نوقن فيه بأن الإنسان قد كر فانقلب طفلا يضع فى فمه تحف الذهن وطرف الفكر لأنه لا يدرك لها نفعاً غير ذلك النفع المادى المباشر، والأدب الأمريكى الذى يعجب به أحمد أمين هو فى أغلبه صحافة راقية أكثر مما هو أدب حقيقى. والأدب الحقيقى فيه هو ما استند إلى أساطير اليونان والرومان، أى مخلوقات الإنسانية التى أبدعتها أحلامها وخيالها الرائع.

فالخلاف بينى وبين الأستاذ أحمد أمين هو على معنى الرقى، فأنا لا أسلم أبدا بأن رقى الإنسان هو فى تقدم أسباب معايشه المادية، هذا حقا هو الرقى بالمعنى الأمريكى ولكن الرقى بالمعنى الإنسانى المثالىشيء غير ذلك. أن الإنسان الأعلى ليس ذلك الذى يضع كل شىء فى فمه.. ولكنه ذلك الذى يشعر بحاجته إلى متع معنوية وأغذية روحية وأطعمة ذهنية لا علاقة لها من قرب أو بعد بتطورات حياته المادية أو الاجتماعية.

إن مطامع الناس شاءت أن تمتد أيديها الفانية إلى هذا الجوهر السامى لتسخره فى شؤون الأرض، فرأينا الشعر والأدب يتجهان إلى غايات نفعية.. فاستخدم الشعر أحيانا لمدح الملوك والأمراء من أجل المال والثراء، أو لنشر الدعوة فى الدين والسياسية من أجل الثواب أو الجزاء.. ولكن كلمة الفن هى العليا دائماً.

بملك ما لا يسلم به الأستاذ أحمد أمين، فهو يعتقد الفن المسخر لخدمة الضرورات اليومية فى المجتمع هو الفن الأرقى متأثراً ولا ريب بتلك النظريات الحديثة فى السياسة والاقتصاد التى ترمى كلها إلى تملق الجماهير ومداهنة الدهماء ومصانعة الجماعات والنقابات ومسايرة الكتل والسواد من الناس والشعوب.

أما إذا كان فى الإمكان وجود فن يخدم المجتمع دون أن يفقد ذرة من قيمته الفنية العليا، فإنى أرحب به وأسلم من الفور بأنه الأرقى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
معارك فكرية .. الفن ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» معارك فكرية .. القومية ..
» معارك فكرية .. النقد
» معارك فكرية.. الخلافة ..
» معارك فكرية .. أدب الساندوتش ..
» معارك فكرية .. أدب الحب ..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى العدميين العرب :: الشعر و الفن و الادب-
انتقل الى: