منتدى العدميين العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى العدميين العرب

منتدى فلسفي حواري ذو توجه عدمي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 معارك فكرية.. الأدب المكشوف ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mumbuzia
عضو جميل
عضو جميل
mumbuzia


عدد المساهمات : 182
نقاط : 16612
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
العمر : 35

معارك فكرية.. الأدب المكشوف .. Empty
مُساهمةموضوع: معارك فكرية.. الأدب المكشوف ..   معارك فكرية.. الأدب المكشوف .. Emptyالإثنين أغسطس 31, 2009 6:27 pm


معارك فكرية.. الأدب المكشوف

إعداد ماهر حسن ٣٠/ ٨/ ٢٠٠٩



فى أواخر عام ١٩٢٧م، وتحديداً بدءاً من يوم ٩ ديسمبر اشتعلت معركة مبكرة جداً على خلفية جدل أدبى بل واجتماعى وقيمى حول حرية الأدب ومن ثم «الأدب المكشوف تحديداً» وما يقابله من «أدب مستور» فلما بلغ الجدل ذروته اغتنمت جريدة السياسة الفرصة لتكون مسرحاً لهذا الجدل الواسع الذى تشارك فى الاهتمام به ومتابعته العامة والخاصة على السواء، وكان السؤال المطروح: هل يضيرنا أن يسمى كتابنا الأشياء بأسمائها وأن يكتبوا ويعربوا لقرائهم ما تنطوى عليه مخادع الزوجين أو الخليلين من أسرار طالما ظلت خاصة جداً وخفية جداً باعتبارها من أشد الخصوصيات؟

والسؤال، كما ترون، طويل جداً، بل وله بقية تقول: «وهل التعمق والإفراط والجرأة فى وصف التفاصيل من شأنه أن يكون كتابة فضائحية، تؤثر بالسلب على أخلاق الناشئين والناشئات وإثارتها للشهوات؟»، ومهما يكن من أمر فقد دافع كل طرف من طرفى المعركة عن قناعاته بحماس شديد، ورأى سلامة موسى أن الحرية المطلقة مكفولة فى الأدب ويتعين ألا يكون لها سقف محدود، فيما رأى توفيق دياب التحوط ضرورة أخلاقية وأن الأديب لا يتعين أن يكون منفلتاً من عقال القيم الاجتماعية لمجتمع هو ينتمى إليه.

سلامة موسى: لا قيود

كتب سلامة موسى فى المجلة الجديدة فى العدد ١٣٠ يقول: «موضوع الأدب هو موضوع الطبيعة البشرية فى حقيقتها والتسامى بهذه الطبيعة إلى ما هو أرقى منها مما يبصره الأديب بما يشبه بصيرة النبى. فالعلم يقرر الواقع. ولكن الأدب يسمو بالواقع إلى ما هو أرقى منه. فالعلم كالصورة الفوتوغرافية والأدب كرسم اليد.

فإذا عالج الأديب موضوع الحب فهو لا يقنع بما هو مألوف من العلاقات الجنسية بل يسمو بها إلى ما هو أرقى من المألوف، فإذا احتاج فى ذلك إلى صراحة تامة فيجب أن يمنح هذا الحق. إن للأديب قيداً واحداً فقط يتقيد به هو إخلاصه فى عمله وله الحق مادام مخلصاً فى أن ينال الحرية فى أن يبحث بصراحة كاملة جميع مسائل الجنس كما يبحث العالم مسائل الغازات السامة مثلاً.

قد يقال إننا يجب أن نراعى الأخلاق ونحتشم فى وصف العلاقات الجنسية فإذا فعلنا ذلك هل نمتنع من قراءة (ثورة الملائكة) التى وضعها أناتول فرائس أو (الجريمة والعقاب) لدستوفسكى وفيها أوصاف بالغة للدعارة.

إن الأديب الذى يعالج العلاقة الجنسية قد يصارح القارئ أو المشاهد بأشياء كثيرة، ولكن لإخلاصه ولأن بصيرته تنزع إلى السمو لا يستثير فى القارئ شيئاً من الشهوات الدنيا.

وهنا نرى مهمة الأديب الصريح إذا عالج موضوع الشهوة الجنسية أمكنه أن يفتح أمام الشباب باب التسامى، أى أن ينقل حبه للمرأة إلى حب للفنون الجميلة، عندئذ تستحيل هذه الشهوة البهيمية إلى العمل للشرف والقوة والمجد، وليس للأدب علاقة بالأخلاق.

إن ستر الحقائق يجعلها أجذب للنفس من شعورها، وإبعاد المسائل الجنسية عن الأدب أو عدم المصارحة فى الكلام فيها يجعل الذهن أعلق بها ويفتح الطريق للكاتب المنحط الذى يلجأ إلى الرجس.

الأدب السافر يجعلهم يمسون الحياة كما هى فى الحقيقة والواقع فلا يحدث الانحراف الذى تجلبه المجانبة.

توفيق دياب: لابد من أسوار

وهذا كان رد توفيق دياب عليه فى السياسة الأسبوعية عام ١٩٢٧م

توفيق دياب: الأدب المسور

«إن وظيفة الآداب والعلوم والفنون مهما اختلفت موضوعاتها وظيفة سامية أو يجب أن تكون سامية، ذلك أن وجهة الإنسانية هى الرقى فى جميع بواطن النفس وظواهرها.

وعندى وعند كثير، ممن هم أجل منا مقاماً فى عالم التفكير وتصوير قيم الأشياء وغاياتها، أن كل علوم الناس وآدابهم وفنونهم يجب أن تكون خداماً وأعواناً لمثال الإنسانية المنشود، فأما أن يشذ الأدب عن سائر عناصر الثقافة وعوامل التهذيب فيجعل همه مصروفاً إلى مجرد (الوقائع الحادثة) مهما تكن تلك الوقائع مزرية بالغاية الإنسانية العليا مغرية باللذائذ الدنيا، فذلك ما نخالف فيه أخانا الناقد والآخذين أخذه.

وتشمل اللذائذ الدنيا كل شهوات البدن إذا خرج بها صاحبها على حرمة الأفراد أو الجماعة أو وقف عليها من فكره وجهوده ما قد يشل معه مواهبه العليا، ونحن نزعم أن كثيراً جداً من مادة الأدب الحديث منصرف إلى تلك الشهوات، دافعاً إليها دفعاً شديداً وكيف يتفق (الخيال المهذب الراقى) وتلك العريانة المستهترة التى لا تدع للخيال الراقى مجالا.

لو وضعنا كل شىء يقع وضعاً فنياً لاستحالت كتب الأدب وآثار رجاله أو كثير منها إلى حانات معنوية ومواخير مبتذلة له، مقرها رؤوس الكتاب والقارئين وأشخاصها أولئك (الأبطال) الذين يصورهم لنا (الفن الأمين) غارقين إلى الأذقان فى لجج الشهوات ممعنين فيها إمعان من لا يرى فى الحياة متاعاً يعلو متاع الحيوان.

إن القطيعة التى يزعمها بعض الباحثين من الأدب القومى والخلق الإجماعى قطيعة وهمية لا أساس لها من الواقع، إذ الواقع أن التفاعل بين الأدب والأخلاق متواصل لا ينقطع.

ووافقه الرأى عبدالقادر المازنى فى صحيفة البلاغ إذ كتب: الكتابة الصريحة أقل جمالاً وفتنة من اللغة المستورة. ومزية التحفظ فى الكتابة أنه يجعلها أقوى وأفعل وآنس وآسى وهو بعد ذلك آمن لأنه لا يهيج شهوة ولا يشغل الذهن بما هو أسمى وأروع».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
معارك فكرية.. الأدب المكشوف ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» معارك فكرية .. الفن ..
» معارك فكرية الادب ..
» معارك فكرية .. القومية ..
» معارك فكرية .. النقد
» معارك فكرية.. الخلافة ..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى العدميين العرب :: الشعر و الفن و الادب-
انتقل الى: