منتدى العدميين العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى العدميين العرب

منتدى فلسفي حواري ذو توجه عدمي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 العقل الكوني...

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ذاكرة
عضو ناشط
عضو ناشط
ذاكرة


عدد المساهمات : 214
نقاط : 16613
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
العمر : 34

العقل الكوني... Empty
مُساهمةموضوع: العقل الكوني...   العقل الكوني... Emptyالأحد أغسطس 30, 2009 7:33 am

العقل الكوني...

مفالات مترجمة عن سبيروي تايفوريديس.......ترجمة علاء الحلبي

نقلا عن منتدى الملحدين العرب,,,

هام وشيق جدا...


.....يتبع...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ذاكرة
عضو ناشط
عضو ناشط
ذاكرة


عدد المساهمات : 214
نقاط : 16613
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
العمر : 34

العقل الكوني... Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقل الكوني...   العقل الكوني... Emptyالأحد أغسطس 30, 2009 7:34 am

المقدمة

في هذا الوقت من تاريخنا ، و وسط هذا التقدم الحضاري الكبير ، لا زال الكثير منا يتعرّضون لفكرة قديمة سائدة بين العامة تقول أن الواقع الذي ندركه من خلال حواسنا التقليدية ، ليس هو الواقع الحقيقي ، إن ما نراه قد لا يكون الحقيقة .

قال الفلاسفة القدماء مثل هيراقليطوس : " إن الأشياء متغيّرة على الدوام ، مهما كانت درجة صلابتها".. و علّم سقراط تلاميذه أن يتساءلوا عن كل شيء ، حيث قد لا تكون الأشياء كما تبدو عليه .. و أحد تلاميذه ، أفلاطون ، أعطانا المثال المشهور عن "الكهف" حيث قال أن الناس التي تقطنه تنخدع بظلال الأشياء و تظن أن تلك الظلال هي الحقيقة ، بينما الأشياء الحقيقية هي وراء ظهورهم لكنهم لا يرونها . و في الفلسفة الشرقية ( الهندية عامة ) ، علّموا أن الواقع الذي يدركه الإنسان ليس سوى " وهم" ، حيث أن العالم المادي هو "حلم" و يجب على الإنسان أن يصحوا منه .

و الأديان السماوية علّقت أهمية كبيرة على "الجنة" بدلاً من "الدنيا". فالجنة هي الواقع الأبدي الذي يجب علينا أن نجتهد من أجله . بينما البحث عن الشهوات الدنيوية يضعنا في موقع "الخطيئة".

بالإضافة إلى ذلك ، فقد مررنا بقرن كامل يتحدّث عن الفيزياء الكمية و النظريات النسبية و الهولوغرام و غيرها من النظريات التي تقول أن عالم الأشياء الصلبة المحيطة بنا هو ليس سوى عالم من الجزيئات الذرية ، تتحرّك على الدوام داخل و خارج الوجود في بعد رابع غير ملموس أو مدرك ، و يرتفع بعاملي المكان و الزمان إلى كيان موحّد عظيم .

بالرغم من كل هذه الأفكار التي سمعناها على مدى التاريخ ، يبدو أننا لازلنا نجد صعوبة في أن نصدّق بغير أن العالم هو كما نراه من النظرة الأولى ، مهما حاولت الأفكار العصرية و التقليدية ( الأديان ) أن تذكّرنا بأن " لا ننخدع بالمظاهر". لكن يبدو أننا نشعر بارتياح أكثر في عيش حياتنا اليومية ، و العالم الذي ندركه بحواسنا الخمسة (المحدودة) ، هو في نظرنا الواقع بحدّ ذاته .

يمكن أن نتقبّل ، كأفراد عقلاء ، ما يقوله العلم و الفلسفة و حتى التعاليم الصوفية ، التي تتحدّث جميعها عن الواقع من زاوية مختلفة تماماً . و قد نسلّم بهذا الكلام على أنه الحقيقة ، لكن تبدو هذه الأفكار غير عملية في حياتنا اليومية ، حيث الصراع المستمر للبقاء ، مثل تأمين لقمة العيش ، دفع الضرائب ، علاقات غرامية ، حروب ، الانشغال بإيجاد وساءل جديدة للتقدّم والارتقاء في الحياة ، و غيرها من هموم دنيوية متعددة . فلا يهمنا إذا كان الضوء هو موجة أو جزيء كما يتجادل عليه العلماء ، أو ما يقوله لنا الفيزيائي ديفيد بوهم بأن العالم هو هولوغرام ، متعدّد الأبعاد . مهما كانت حقيقة هذه الدنيا ، فنحن وجدناها كما نراها الآن . جئنا إلى هذه الحياة و وجدنا الكثير من المشاكل الحياتية بانتظارنا ، ففرض علينا أن نكون عمليين أكثر ، واقعيين أكثر ، دنيويين أكثر . فلا وقت للتأمّل أو التعمّق في خفايا هذه الدنيا و غموض معانيها .

قد يكون الكلام السابق صحيح ، لكن بنفس الوقت ، يمكن أن يكون توجّه خاطئ . فليس هناك مشكلة في أن نفعل ما بوسعنا من أجل البقاء ، و حتى الارتقاء في هذا العالم . لكن المشكلة هي أننا ، خلال هذا الصراع الدنيوي المرير ، ننسى بأنه هناك واقع آخر ، شيء خفي عميق يتجاوز الواقع الملموس . و نتيجة لذلك ، نصبح سطحيين في تفكيرنا و سلوكنا . و إن لم نخترق هذا الحاجز الفكري الوهمي و نتعمّق في خفايا الحياة الغامضة ، سوف نبقى دون عمق . و عن طريق اكتشاف أعماقنا نجد أنفسنا و أرواحنا التي هي وراء المادة ، و هذا لو أنّكم تعلمون ، هو الأهم .

الحقيقة


الناس لا يعرفون الحقيقة ولا يفطنون لها أبداً ، و قليلاً ما يستخدمون وعيهم بشكل كامل في خوضهم معترك الحياة . فالعقل الواعي لديه القدرة على التفكير ، و الإرادة ، و المنطق الذي يقوم بتحليل الأشياء ، و يتخذ القرارات على أساسها . الناس مخطؤن في اعتبارهم أن أفعالهم واعية ، و هي في الحقيقة ليست سوى أفعال و ردود أفعال أوتوماتيكية صادرة من عقولهم الباطنة ، المبرمجة منذ ولادتهم . إنهم لا يستخدمون قوة الإرادة لحثّ أنفسهم لفعل ما يجب فعله عندما لا يشعرون بفعله . إنهم لا يأبهون بتحليل الأشياء ، و إيجاد الحلول الجديدة لصالحهم . إنهم يفضلون الاقتناع بما تقوله عاداتهم و تقاليدهم المهترءة ، و ما تمليه عليهم السلطة الاجتماعية الفولكلورية بجميع مظاهرها و أشكالها ، بالإضافة إلى المنهج العلمي السائد ( الذي يبحث في نصف الحقيقة فقط ) ، و نادراً ما يتخذون القرارات الجديدة .

إنهم يسمحون ، بكل بساطة ، للقناعات المبرمجة في عقولهم الباطنة بإدارة شؤونهم اليومية . مع أن بعض البرمجات لا تعكس قناعات الشخص الحقيقيّةً ، لكنه يطيعها دون وعي أو تفكير . فهو لا يعرف و لا يريد أن يعرف أساساً ، أن هذه القناعات التي تبرمج عليها ، و كذلك آباؤه و أجداده من قبله ، هي ليست سوى برمجة شاملة للعقول ، و غالباً ما كانت لصالح المبرمِج الذي كان يمثّل سلطة اجتماعية أو علمية معيّنة في فترة من فترات التاريخ ، فتوارثتها الأجيال عبر الزمان ، إلى أن أصبحت مسلّمات لا يمكن تجاوزها أبداً . و الويل لمن يحاول أن يتعرّض لها ..!.

هناك حقيقة معروفة عند العاملين في مجال السياسة و الإعلام و غيرها من مجالات تتعامل مع المجتمعات و ليس الأشخاص بالمفرد . هذه الحقيقة تقول :

قد يظهر الفرد أحياناً بعض من الحكمة و الذكاء في سلوكه و توجهه ، لكن المجتمعات و الشعوب دائما ما أظهرت الغباء !.

يعلم المختصّون جيداً أنه يمكن لفكرة معيّنة أو اعتقاد ما أن ينتشر بين الشعوب كما ينتشر الوباء , فتحكم هذه الفكرة عقول الناس دون أي محاولة منهم للنظر بمدى مصداقيتها فيتداولوها و يتعاملوا معها كحقيقة واقعية مسلّم بها . و مهما حاول بعض العقلاء من الناس في تكذيب هذه الفكرة أو مناقشتها ، سوف لن ينجحوا بذلك أبداً ، لأن هذه الفكرة قد انتشرت و سادت و رسخت في العقول ، و تشبه محاولة تفنيدها أو دحضها كالوقوف بوجه نهر جارف لا يمكن مقاومته أو صدّه ، حتى أن هؤلاء العقلاء قد ينجرفون مع تيار هذا النهر فيما بعد . أليس هكذا تنتشر الإشاعات ؟. و قد أصبحت صناعة الإشاعات علماً قائما بحد ذاته تعتمد عليه جهات مالية و أمنية و تجارية و إعلامية و إعلانية وغيرها من مؤسسات تتعامل مع الشعوب و الجماهير بشكل عام ..

لكن الخطر يتجسّد عندما تكون هذه الفكرة مدعومة من قبل السلطات السائدة ( روحية أو سياسية أو علمية أو غيرها ) . فحينها لا يمكن لأي عاقل أن يحاول التطرّق لها أو طرح فكرة جديدة مناقضة لها ، لأن هذا قد يعتبر تهديداً لمسلمات هذه السلطة التي يعمل رجالها دائماً على مواجهة الأفكار الجديدة بشراسة قد تكلّف أصحابها حياتهم أحياناً !. ( كما سوف نرى فيما بعد ) .

و بعد مرور سنين طويلة على فرض هذه الأفكار ، و بعد ظهور أجيال جديدة نشأت عليها و تشرّبت منها حتى الثمالة ، تدخل هذه الأفكار تلقائياً في وعي الشعوب ثم في التركيبة الاجتماعية ، فتصبح فيما بعد عبارة عن مسلمات لا يمكن تجاوزها أبداً .

و بدلاً من أن تستمرّ السلطة السائدة بعمل الرقيب الذي يحاسب الخارجين عن المنطق المفروض ، يصبح المجتمع بكامله هو الذي يدير هذه العملية تلقائياً ، فيقوم بمعاقبة الخارجين عن هذه الأعراف و المسلمات بشكل تلقائي !.

و بما أن الإنسان الذي نشأ على إعطاء أهمية كبيرة لرأي المجتمع المحيط به ، فهو بالتالي يعتمد على هذه الآراء اعتمادا كبيراً ، فلا يستطيع أن يخرج عن القطيع و يسبب لنفسه النفور الاجتماعي بسبب إعلانه عن قناعته بفكرة معيّنة شاذة عن العرف الاجتماعي السائد . فيفضّل مسايرة التيار وليس السير بعكسه .

لقد تطرّق عالم النفس "كارل جونغ" لهذا الأمر بمفهوم " القـناع " PERSONA ، و هو القناع الذي نرتديه ، أو الشخصية المصطنعة التي نظهر بها أمام الناس . يقول جونغ أنه ما من مشكلة في وضع هذا القناع ، بل أنه ضروري إذا أردنا أن نتماشى مع التيار الاجتماعي . يجب علينا أن نستخدمه كي نتماشى مع القوانين و العادات و التقاليد الاجتماعية ، و كأننا متحمسين لذلك ، فهذا ضروري لنا إذا أردنا العيش المريح نفسياً و معنوياً ، و البقاء في تناغم كامل مع المنظومة الاجتماعية . لكن المشكلة تبدأ بالتفاقم عندما يبدأ الإنسان بتقمّص شخصية ذلك القناع فعلاً ، أي يبدأ الإنسان بالإيمان بأن تلك الشخصية التي اتخذها كوسيلة للتماشي مع المجتمع هي تجسيد حقيقي لشخصيته .

بمعنى آخر : "يبدأ هذا الإنسان بخداع نفسه".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ذاكرة
عضو ناشط
عضو ناشط
ذاكرة


عدد المساهمات : 214
نقاط : 16613
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
العمر : 34

العقل الكوني... Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقل الكوني...   العقل الكوني... Emptyالأحد أغسطس 30, 2009 7:35 am

هكذا تترسّخ المعتقدات و القناعات ، بصرف النظر عن مدى صدقيتها . و الذي يجعلنا ندافع عن تلك القناعات التي نشأنا عليها هو ليس لأنها صحيحة ، أو ليس من الضرورة أن تكون صحيحة ، بل السبب يعود إلى أننا نشأنا عليها منذ ولادتنا و تعوّدنا عليها و لم نتعرّف على الجانب الآخر من القصّة . لقد اعتدنا على النظر إلى الحياة من زاوية واحدة فقط و لم تسنح لنا الفرصة للنظر من الزوايا الأخرى .. و من سيجرؤ على إعطائنا هذه الفرصة طالما أنها تعتبر خروج عن المسلمات ؟.

و هذا الواقع الأليم جعل الكثير من الناس ، مهما كانت مستوياتهم الفكرية و الثقافية و العلمية ، يواجهون صعوبة في تقبّل ظواهر أو حقائق غير مألوفة لديهم ، و لا تناسب المنطق الذي نشؤ عليه . و نلاحظ أحياناً أن هذا النفور أو المقاومة التي يبديها الإنسان تجاه الأفكار الجديدة هي عملية لاواعية خارجة عن إرادته . و سبب هذا لا يعود لعوامل اجتماعية أو فكرية فحسب ، بل يبدو أنه هناك عامل نفسي أيضاً !.. و السبب هو أن للعقل قسم خفي سماه علماء النفس بالعقل الباطن و هو مخزون تجاربنا اليومية التي تتكرّر يومياً ، و هو المسئول أيضاً عن بعض الأفعال اللاإرادية (الأوتوماتيكية) . لكنه بنفس الوقت يعمل كرقيب ، يمنع الأفكار الغير مألوفة من الدخول إلى مخزونه ألمعلوماتي الذي يختزن أفكار مبرمجة منذ الطفولة . فلا يمكن أن نستوعب فكرة معيّنة إلا إذا توافقت مع ما هو مبرمج مسبقاً في عقلنا الباطن . فهناك حاجز غير ملموس في ذهننا يسمّونه "حاجز العقل" أو "العقلية الناقدة" أو " الحاجز الحرج" Critical Faculty ، و لا يمكن للأفكار أن تخترقه بسهولة .

و عندما يولد الطفل ، يكون هذا الحاجز غير موجود تقريباً ، فيقوم الطفل خلال نموه مع الأيام ، بامتصاص جميع الانطباعات و المعلومات المحيطة به كقطعة الإسفنج ، كل شيء يكون مقبولاً له ، فيسجّله العقل الباطن ، و هذا هو السبب الذي يمكّن الطفل من تعلّم كل ما استحوذ على اهتمامه بسرعة و سهولة كبيرة .

لكن خلال خوض هؤلاء الأطفال في مرحلة التعلّم ، واستيعاب المعلومات المختلفة من محيطهم ، يكون "الحاجز" الذي تكلّمنا عنه في حالة نمو تلقائي . و في سن السابعة تقريباً يكون هذا الحاجز قد اكتمل نموه ، فبينما يكمل الطفل بعدها مسيرته في التعلّم و التعرّض لكميات كبيرة من المعلومات و المفاهيم و العادات و غيرها ، يبدأ حينها بعملية التصفية ، أي يتقبّل منها فقط المفاهيم و المعلومات التي سبق و تقبّلها قبل اكتمال "الحاجز الحرج"، أما المعلومات الأخرى فيرفضها تماماً .

المشكلة تكمن في الاعتياد على نظرة محدّدة للحياة ، و هو السبب في عدم استطاعة الأشخاص البالغين ، بجميع مستوياتهم العلمية و الثقافية ، استيعاب المفاهيم الغريبة عن أعرافهم و معارفهم التقليدية .

يمكن أن نشبه دماغ الإنسان في هذه الحالة كجهاز الكمبيوتر ، و عقله هو البرنامج الذي زوّد به هذا الجهاز ، فمهما كانت درجة الذكاء و الوعي الذي اتصف به هذا الإنسان لا يمكنه تجاوز حدود هذا البرنامج الذي زوّد به . و إذا كان هذا البرنامج يحتوي على معطيات خاطئة سوف يخرج الكمبيوتر دائماً بأجوبة خاطئة !.. فالمشكلة ليست بالكمبيوتر و قدرته الهائلة على معالجة المعلومات ، بل بالبرنامج الذي زوّد به .

إذا افترضنا أن هناك مجتمع مثلاً ، يتعلّم فيه الطفل الصغير من والديه الحنونين بأن 2+2=3 ، و يتعلّم هذه المعادلة ذاتها في المدرسة ، من الحضانة مروراً بالابتدائية ثم الثانوية إلى أن يصل إلى الجامعة حيث يسمع البروفيسور المرموق ذات الثقافة العالية يصرّ على أن 2+2=3 ، و يسمعها في أجهزة الإعلام ، في الراديو و التلفزيون و الصحف و غيرها ، و القانون النافذ في هذا المجتمع يعتمد على هذه المعادلة و يدعمها ، فليس مستغرباً إذا رأينا في هذا المجتمع أشخاص نافذين يحتلون مناصب عالية ، علمية سياسية اجتماعية ، يعتقدون بكل جديّة بأن 2+2=3 ! و يعتبرونها حقيقة مسلّم بها ، و يقرّون سياساتهم على هذا الأساس !.

و إذا نظرنا إلى التاريخ الإنساني الطويل ، نرى الكثير من الأمثلة الموجودة على أرض الواقع . و غالباً ما نرى أيديولوجيات و أفكار خاطئة حكمت عقول الناس لآلاف السنين ! و شعوب بكاملها أبيدت باسم تلك الأفكار ! أبيدو بمئات الملايين ! . أهم تلك الأفكار و أكثرها وقعاً على الشعوب هي أفكار العهد القديم !...... الم تزل أفكار "العهد القديم" ( التوراة) تحكم الشعوب التي تعتبر الأكثر تقدماً بمستواهم الفكري العلماني الراقي ؟ ... "العهد القديم" الذي يروي لنا كيف أن أبطال رواياته المقدّسين ، يعرضون زوجاتهم على الملوك و الفراعنة مقابل سلامتهم . و الملك المقدّس الذي يرسل قائد جيشه للموت في المعركة من أجل الاستفراد بزوجته و الحصول عليها ، ثم أنجبت له ولداً مقدساً أصبح له باع طويل فيما بعد . و الإمرأة التي تتنكّر بشخصية (بائعة الهوى) و تنام مع الوالد المقدّس لزوجها (العقيم) من أجل أن تلد منه ولداً مقدّساً ، و ذلك للمحافظة على "السلالة المقدّسة" . و الإبن الذي يتآمر مع والدته على أبيه المقدّس الأعمى كي يحصل على بركته الإلهية التي هي من استحقاق أخيه الآخر . و الفتاة القديسة التي جندوها حكماء شعبها المقدّسون في مهمة تآمرية خطيرة ضد الملك الذي كان يأسر شعبها ، فأغوته بجمالها الساحر ، فأحبها ، و ..... , و من أجل عينيها ، قام بتحرير شعبها من الأسر ، فعاد و انتشر في الأرض ( و انتشر معه الفساد من جديد ) . هؤلاء هم شعب الله المختار ..! الشعب المقدّس الذي دعا إلى إبادة الشعوب و بقر بطون النساء الحاملات و قتل الأطفال تعذيباً ( ضرباً على الصخور حتى الموت ! ) و حرق الأشجار و قتل المواشي و الدواجن و كل ما له صلة بالأعداء !.

هذه الأفكار حكمت أوروبا منذ ألف وخمسمائة عام !. لكنكم ربما تتساءلون : كيف يمكن أن تحكم هذه الأفكار عقول الشعوب ؟ أليس هناك بينهم عقلاء و حكماء يستطيعون استئصالها و محوها من العقول ؟. الجواب هو السيف !. و المحرقة !. و قطع الألسن !. و بقر البطون !. و حرق العيون !. و .. و .... و غيرها من أعمال كان يتعرّض لها الفلاسفة و المفكرين ، مجرّد أن فكروا بمناقشة هذه المسلمات المقدّسة !. و بعد عدة عقود من هذا الحكم الأيديولوجي الأكثر استبداداً في تاريخ الشعوب ، راحت أوروبا تفرّخ أجيالاً من المؤمنين بهذه الأفكار إيماناً مطلقا ً!. حتى الذين كانوا يعتبرون الأكثر ثقافة و علماً ! و راحوا ينظرون إلى الشعوب الأخرى معتمدين على تلك الأفكار !. و بعد ألف عام ، حمل المكتشفون الأوروبيون ( في عصر الاكتشافات ) هذه المبادئ المقدسّة لنشرها بين الشعوب "البدائية" في العالم الجديد , و استلهموا من تلك الحكايات و التعاليم المقدّسة أخلاقهم الإنسانية و رحمتهم المطلقة ، فقاموا بإبادة ما يقارب " ثلاث مئة مليون " رجل و طفل و امرأة ، بين أستراليا و أمريكا الجنوبية و الشمالية و أفريقيا و مناطق أخرى في العالم (بحجّة القضاء على الكفار و نشر الإيمان ! ) . و أصبح "العهد القديم " هو الأكثر انتشارا في العالم ، مفروض على الشعوب ، على الصغار و الكبار ، رجال و نساء ، حكومات و جماهير ، و يستخدم هذا الكتاب لأداء القسم و الحلفان أمام القضاة ! .. بينما كتاب " الأخلاق" للفيلسوف أرسطو ، لازال يكسوه الغبار على رفوف المكتبات و لا يلتفت إليه سوى القلّة القليلة من المثقفين ( للمطالعة فقط ! ) .

و ها نحن الآن ، في هذا العصر الحديث ، في القرن الواحد و العشرين ، زمن العلمانية و التحرر الفكري ، نستمع إلى رئيس أرقى دولة في العالم ، القوّة الوحيدة في الساحة الدولية ، يتحدث عن معركة ( أرماغادون ! ) و جيش يأجوج و مأجوج ! و شعب إسرائيل المقدّس ! و جبل صهيون ! و هيكل سليمان ! و المعركة الفاصلة بين الكفار و المؤمنين ! .. هكذا بكل بساطة !. و لماذا نستغرب ما نسمعه ؟ ألم تستلهم الحكومات التي سبقته الوحي المقدّس الذي ألهمها بإسقاط القنابل الذرية على اليابان ( بلد الكفار ! ) ؟ و قتل أكثر من 150.000 إنسان خلال دقائق معدودة ؟... دون أن يرمش للفاعلين جفن !..دون أن يهتزّ فيهم واعز ضمير ..! و لماذا يتأثرون وهم ينفذون كلمة الله ..؟ هذا مثال واضح على أنه ليس من الضرورة للفكر السائد أن يكون فكر ذات مصداقية أو له أساس صحيح .


يتبع ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ذاكرة
عضو ناشط
عضو ناشط
ذاكرة


عدد المساهمات : 214
نقاط : 16613
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
العمر : 34

العقل الكوني... Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقل الكوني...   العقل الكوني... Emptyالأحد أغسطس 30, 2009 7:39 am

هناك فرق كبير بين الفكر السائد و الفكر الصحيح


فالتفكير الواعي هو الأداة التي تسمح لنا بخلق حياة مناسبة لاختيارنا الشخصي . و لكي يتمكن عقلنا الواعي من اتخاذ قرار منافي للقناعات المبرمجة ، يجب بالتالي أن نحصل على معلومات جديدة ، لفهم تلك الزاوية من الحياة التي لازالت غامضة بالنسبة لنا . لهذا السبب ، فإن العلم و المعرفة هما عاملان مهمّان جداً في هذا المجال . لكن أي علم و أي معرفة ؟ ... كيف نستطيع الحصول على العلم الصحيح ؟ من الذي سيرشدنا إلى الحقيقة ؟.. كيف نستطيع معرفة الحقيقة في الوقت الذي يتم غربلتها و تنقيتها و معالجتها و إخضاعها لعمليات جراحية عديدة من قبل سلطات عديدة قبل أن تصل إلى الشعوب . تصل الحقيقة إلينا مشوّهة لا شكل لها و لا لون ، مفرغة من محتوياتها تماماً ! فنرميها جانباً و نكمل السير في الحياة معتمدين على القليل من ما حصلنا عليه من معرفة و حكمة متوارثة من أسلافنا الجهلاء .

منذ ولادتنا في هذه الدنيا ، نبدأ الخوض في معترك هذه الحياة ، و نبدأ بتعلّم أشياء كثيرة . فنتعلّم كيف نمشي ، و كيف نتكلّم ، و كيف نتصرّف و كيف نكتب و نقرأ .. ، و كيف نحل المسائل الرياضية و فيزيائية ، و غير ذلك من تعاليم تحضيرية مختلفة ، ثم نجد أنفسنا و قد دخلنا على منهج علمي محدّد ، يعتمد على أيديولوجيا محدّدة ، مفاهيم علمية محدّدة ، و منطق محدود لا يمكن تجاوزه أو الخروج عن حدوده المرسومة بعناية . يطلعنا المدرّسون على علوم مختلفة و نتعرّف على حقائق مختلفة ، تاريخية و علمية و غيرها ، كل ذلك من أجل التقدم و الارتقاء في هذه الدنيا الزائلة ! لكن لا أحد يعلّمنا كيف نستخدم عقولنا...! لا أحد يطلعنا على الحقيقة ..! كيف نتعلّم ، و ليس هناك من يعلّمنا ؟!..

إننا مخدوعين برجال العلم ! مهما ارتقت مستوياتهم العلمية و الأكاديمية ! و نسير ورائهم ظناً منا أن الحقيقة هي في حوزتهم ، و أنهم لا يخطؤن أبداً ! مع أن أقوالهم لا تمثّل الحقيقة ! فهي ليست سوى قناعات و مفاهيم محدودة تبرمجوا عليها في مراحل دراستهم للمنهج العلمي الذي سلكوه من قبلنا ، و هذا المنهج هو عبارة عن برنامج يخضع لقوانين محدّدة و أيديولوجيات محددة و حقائق محددة ، لا يمكن تجاوزها أبداً !.. فهذا البرنامج لا يظهر الحقيقة كاملة . إن ما نتعلمه و نهضمه من علوم و معارف مختلفة هي عبارة عن منطق يمثّل جزء من الحقيقة ، منطق مفروض علينا من قبل بيروقراطية علمية متسلّطة لا تقبل الأفكار الجديدة . و شاءت الأقدار لهذا المنطق أن يسود في إحدى فترات التاريخ بعد أن انتصر رجاله على رجال منطق آخر ( و ليس من الضرورة بأن يتحقّق هذا الانتصار نتيجة قوة الحجّة و الإثباتات التي قدمها رجال المنطق المنتصر ، بل قد تكون نتيجة مؤامرات و اغتيالات و عمليات تزوير و إخفاء و تحريف في المفاهيم ! ) . إن الأمر هو عبارة عن صراع مؤسسات علمية و ليس صراع حقائق علمية ! و المؤسسة العلمية السائدة هي التي تفرض منطقها على الجميع ، بغض النظر عن مدى مصداقيتها ! هكذا تضيع الحقيقة ! فليس من الضروري أن يكون المنطق السائد هو منطق صحيح .

هناك فرق بين المنطق السائد و المنطق الصحيح

إذا ألقينا نظرة على المناهج التعليمية التي تقوم بتنشئة العقول اليافعة البريئة ، و المستعدّة لتقبّل كل شيء و استيعاب المعلومات المختلفة دون تردد ، أوّل ما يلفت نظرنا هو مادة التاريخ . طبعاً أنا لا أقصد التاريخ الذي تتفنن كل أمة في كتابته على هواها و تحريفه لصالحها في محاولة منها لإيجاد أبطال عظماء ترعرعوا في رحابها و شاركوا في صناعة أمجادها المصطنعة . ( التاريخ المزوّر )

إن ما أقصده هو تاريخ الحضارات الإنسانية عامة ، و الذي هو من اختصاص علماء الانثروبولوجيا ( علم يتناول الثقافات و الحضارات الإنسانية ) ، الذين فرضوا علينا حقيقة أن الحضارات الإنسانية يعود تاريخها إلى عشرة آلاف عام فقط ، و ليس أكثر من ذلك . أليس هذا ما تعلمناه ؟. أما الفترة التي سبقت هذا التاريخ ، فكان الإنسان حينها عبارة عن كائن متنقّل من مكان لآخر يعتاش على الصيد و قطف الثمار ، ثم استقرّ بالقرب من مصادر المياه الدائمة كالأنهار و البحيرات ، فاكتشف الزراعة ، ثم أقيمت المستوطنات الصغيرة ، ثم كبرت و أصبحت مدن ، ثم حضارات ، و هكذا .... أليس هذا ما نعتقده و نؤمن به ؟.

لكن الذي لا نعرفه هو وجود وثائق مقدمة من قبل علماء آثار و أنثروبولوجيا مرموقين تحتوي على اكتشافات و دلائل و إثباتات لا تحصى تشير إلى أن في فترة من الفترات التاريخ السحيقة كان هناك حضارات متقدمة جداً عاشت و ازدهرت على هذه الأرض ! و يعود تاريخها لمئات ألألوف من السنين !..

و قد أخفيت هذه الوثائق تماماً عن الشعوب من قبل جهات معيّنة !.. لقد درسنا تاريخ الإنسان منذ أن كان يسكن الكهوف إلى أن أصبح ما هو عليه الآن ، لكننا لم نتساءل يوماً أين كان هذا الإنسان قبل أن دخل الكهوف و لماذا سكنها و احتمى بها !.. ( تاريخ الإنسانية المزوّر )

و ها نحن الآن نتعلّم نظرية داروين الذي أرجع أصل الإنسان إلى قرد ! لكن هذه النظرية لم تكتمل بعد بسبب وجود فجوة في مسيرة عملية التطوّر ، هناك قرد مفقود من بين سلسلة القرود الطويلة التي رسمها لنا أتباع داروين . و لازالوا يبحثون عن هذه الحلقة المفقودة . و ها نحن ننتظر اكتمال النظرية لتزيل الحسرة من صدورنا . لكننا لم نفكر يوماً بأن نقرأ إحدى الدراسات أو الكتب المنبوذة من قبل المؤسسة العلمية السائدة ، ليس لأن هذه الدراسات غير صحيحة بل لأنها تتناقض مع توجهات المؤسسة الملتوية . مثل كتاب " علم الآثار المحرّم " 1993، للمؤلفان : مايكل كريمو ، و ريشارد ثومبسون . اللذان أوردا عدد كبير من الدلائل و البراهين و الأوراق الموثّقة و بقايا عظام إنسانية ، بالإضافة إلى أدوات و مصنوعات و غيرها من آثار تشير إلى أن بشراً مثلنا ( يشبهونا تماماً ) قد عاشوا على هذه الأرض منذ ملايين السنين ! ( أي قبل قرود داروين بكثير ) !.

و قدّم الكاتبان إثباتات مقنعة تدلّ على أن المؤسسة العلمية قامت بإخماد و قمع و تجاهل هذه الحقائق تماماً ! لأنها تتناقض مع الرؤية العلمية المعاصرة تجاه أصول الإنسان و منابع ثقافاته و معتقداته !.

أما علماء البايولوجيا المحترمين ، أنصار المنهج العلمي السائد ، فلازالوا مقتنعين بأن للإنسان خمسة حواس فقط ، يطلّ من خلالها إلى العالم المحيط به . ( البصر ، السمع ، الشم ، الذوق ، اللمس ) . أما نحن الجماهير المغلوب على أمرها ، فنقبل بهذه الحقائق كمسلّمات لا يمكن تجاوزها . لأن أسيادنا العلميين أقرّوا بذلك . لكننا لم نسمع تصريحات و نتائج أبحاث المئات من العلماء البارزين ، و التي تعود إلى الخمسينات من القرن الماضي ، و الذين يؤكّدون أن عدد حواس الإنسان يفوق عدد الحواس الخمسة .

و آخر هذه الدراسات ، قدّمت إلى الأمم المتحدة في العام 1994م ، من قبل مجموعة من العلماء ، تشير إلى وجود سبعة عشر حاسة مثبتة علمياً ! يملكها الإنسان لكنه يجهل وجودها تماماً ! و يطلبون من المؤسسات العلمية إدخال هذه الحقائق إلى المناهج الدراسية كي تتمكن الشعوب من التعرّف عليها و من ثم إدخالها إلى حياتهم اليومية و استخدامها كباقي الحواس الأخرى ... لكن ..لا حياة لمن تنادي ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ذاكرة
عضو ناشط
عضو ناشط
ذاكرة


عدد المساهمات : 214
نقاط : 16613
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
العمر : 34

العقل الكوني... Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقل الكوني...   العقل الكوني... Emptyالأحد أغسطس 30, 2009 7:41 am

أما إذا توجهنا إلى علم الفيزياء ، فنرى أن أسياد هذا العلم لازالوا يعتبرون بشكل مسلّم به أن الكون هو عبارة عن نظام ميكانيكي عملاق يسير وفق قوانين الحركة التي وضعها إسحاق نيوتن ، و التي قامت بوضع حدود ثابتة للمكان و مسار محدّد للزمان . هذه القوانين التي حكمت طريقة تفكيرنا منذ القرن السادس عشر ، و لازالت مناهجنا التعليمية تسلك هذا التوجّه حتى اليوم ، بالإضافة إلى أن جوانب كثيرة من حياتنا قد تأثرت بهذا النظام الفكري القديم . رغم مرور قرن كامل على ظهور نظريات مثل النظرية النسبية ، و النظرية الجزيئية ، و النظرية الكمية ، و النظرية الهولوغرافية و غيرها من نظريات تختلف رؤيتها للواقع تماماً . جميعها تقول أن في هذا الكون الكبير ، جميع الأشياء متصلة و متداخلة ببعضها البعض . أما " الزمن " ، فقد أثبت أنه ليس له حدود ثابتة و لا توجّه محدّد . و هناك حالات قد ينحرف فيها الزمن مما يجعله يتوجّه إلى الخلف أو الأمام أو حتى الجمود في مكانه !.

جميع النظريات العصرية تشير إلى وجود حقل عظيم يكمن وراء عالمنا المادي الملموس . و هذا الحقل يشمل كل شيء . إن الأشياء التي نراها من حولنا و التي نظنّ أنها صلبة هي ليست سوى كتل من الطاقة !. جميع الأشياء التي نراها كالنجوم و المجموعات الشمسية و الجبال و الأشجار و الفراشات ، جميعها متصلة ببعضها البعض كحقول طاقة كمية ، و كلها تتوحّد في النهاية بحقل واحد عظيم ، واقع مطلق يشكّل الأساس النهائي للوجود .

هذا المفهوم الجديد للوجود ساعد العلماء على التوصّل إلى اكتشاف ظواهر كثيرة أدهشتهم في البداية ، لكنهم قبلوا بها كواقع ملموس . كتلك التي تسمى بظاهرة "إنعدام الخاصية المكانية " ، أي إذا انقسم جسم مادي معيّن إلى قسمين ، يبقى بين هذين القسمين نوع من الاتصال ، مهما بعدت المسافة بينهما !. هذا الاكتشاف الفيزيائي الجديد يشير إلى أن الأجسام المادية المتباعدة قد تتواصل فيما بينها بحيث أن عاملي المكان ( بعد المسافة ) و الزمان ( الفارق الزمني ) لا يشكلان أي عائق يذكر !.

لكن كم منا يستطيع استيعاب هذه الحقيقة ؟. هل نحن محضّرين مسبقاً للتعامل مع هذه المسلّمات الجديدة ؟.

أما إذا مررنا بمجال علم النفس ، نجد أنفسنا أمام تخبّط كبير يعاني منه علماء المنهج العلمي في هذا المجال . ففي الوقت الذي لازالوا يدرّسون مواضيع بالية مثل : الفعل و رد الفعل ، الاستجابة ، المنبّه و التنبيه ، و غيرها من مصطلحات يقومون بتسلية الطلاب بها ، نراهم في نفس الوقت واقعين في حيرة كبيرة أمام أسئلة مهمة مثل : ما هو العقل ؟ أين توجد الذاكرة ؟ هل العقل منفصل عن الجسد ( ديكارت ) ؟ أم أنه جزء لا يتجزّأ منه ؟ هل العقل يصدر من الدماغ ؟ .. و غيرها من تساؤلات لا أجوبة مقنعة لها حتى الآن .

لكن المعلومات السرية التي جاءتنا من وراء الستار الحديدي ( الاتحاد السوفيتي السابق ) حملت لنا الكثير من الحقائق التي ألهمت العلماء و فتحت أمامهم آفاق جديدة لم تكن في الحسبان . لقد ظهر في الساحة العلمية ما يسمى بحقل الطاقة الإنساني ! أو الحقل البايوبلازمي بالمفهوم السوفييتي . و أدّت نتائج التجارب التي أقيمت حول هذا الحقل البلازمي المحيط بجسم الإنسان إلى ظهور الكثير من الأجوبة التي طالما بحث عنها العلماء حول موضوع العقل و متاهاته المتعددة .

إن الحقائق السابقة و الكثير غيرها لازالت تخضع للتعتيم و محاولات الإخماد و القمع من قبل جهات عديدة . رغم الكميات الهائلة من المعلومات التي تسرّبت من العتمة إلى النور بفضل الشرفاء الذين يهدفون إلى خدمة الإنسانية عن طريق قول الحقيقة ، إلا أنها لازالت تعتبر أفكار بعيدة عن المنطق المألوف ، و هذا ما يجعلها غير قابلة للاستيعاب من قبل الشعوب .

و بنفس الوقت ، فقد عانت هذه العلوم الغير تقليدية عبر سنين طويلة من حملة عدوانية شرسة غير مبرّرة عبر وسائل الإعلام و الجامعات و الأكاديميات المختلفة . بالإضافة إلى بعض المؤسسات الدينية . و قد تم إخفاء ذلك الكم الهائل من الاكتشافات التي حققها العديد من العلماء و الباحثين الجادين . و منها تم تحريفه و البعض الآخر تم تجاهله تماماً !.

و سُمح لرجال بارزين تابعين للمنهج العلمي السائد ، ذات سلطة أكاديمية كبيرة ، أن يطلّوا على الجماهير بحريّة كبيرة عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ، و يخدعون الشعوب بأكاذيب مختلفة تهدف إلى الاستهتار بتلك الحقائق و الاكتشافات العلمية ، دون رادع أو رقيب ، و عملوا على إقناع الجماهير باستبعاد حقيقة وجودها .

و ليس على الجماهير سوى تصديق كل ما يقوله هؤلاء الرجال بسبب الجهل التام أو الجزئي عن هذا المجال و تلك الكميات الهائلة من الحقائق التي لم تجد سبيل للظهور إلى العلن لعدم وجود وسائل إعلامية أو أكاديمية تدعم هذا التوجّه الجديد أو تسمح بظهوره .

و طالما عانى الكثيرون من الذين يبحثون بإخلاص في هذا المجال المشوّق بتفاصيله التي تفتن القلوب ، و المتلهفين لاكتشاف تفاصيله اللامتناهية . لكنهم لم يستطيعوا الحصول على المعلومات المناسبة و الحقائق المجرّدة التي لم تطالها عمليات التشويه المقصودة من قبل الجهات المغرضة . أو ربما يعود السبب إلى انعدام المهارة في البحث و التدقيق أو حتى توفر الوقت الكافي للقراءة و المطالعة و استخلاص تلك المعلومات المتوفرة من مصادر معلوماتية مختلفة . و قد يسيء الوضع أكثر إذا كان الفرد يعيش في إحدى المجتمعات التي تعتبر هذه المواضيع عبارة عن محرمات لا يسمح بتداولها .

و لكي أكون أكثر وضوحاً ، أقول إنه ليس في نيّتي العمل على تغيير معتقدات أحد أو دينه أو علمانيته أو غيرها من مذاهب فكرية مختلفة . إن ما أقوم به هو ليس حملة تبشيرية لصالح جهة معيّنة أو غيرها من أعمال مشبوهة مبطنة بمآرب غير مستقيمة . هذه ليست مسألة إيمان أو اعتقاد ، إنها مجرّد إظهار و تقديم حقائق ثابتة لا يمكن نكرانها . إن ما ستحصلون عليه هو معلومات تخصّ واقع عالمنا الذي نعيش فيه ، لكننا نجهله .

و اكتشاف هذه المعلومات و الاتطلاع عليها قد يعمل على تغيير حياة الكثيرين أو على الأقل تعديل طريقة تفكيرهم و نظرتهم للحياة .

لكن في النهاية ، القرار يعود لكم . هناك معلومات يمكن أن ترفضوها تماماً ، و تقبلون بالأخرى . كل ما علي هو تقديمها كما هي ، آملاً الاستفادة منها إلى أقصى الحدود . هذا هو هدفي في المقام الأوّل .


لكن يجب التنبّه لمسألة هامة هي أن لا تكون يا عزيزي القارئ في ذلك الموقع الذي يجعلك ترفض المعلومات مهما كانت ذات مصداقية . فقط لأنها تتناقض مع معتقداتك الشخصية . فكما أسلفت سابقاً ، عندما يحصل تضارب بين الحقائق الجديدة و المعتقدات الشخصية يجب علينا الالتزام بالموضوعية ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mumbuzia
عضو جميل
عضو جميل
mumbuzia


عدد المساهمات : 182
نقاط : 16618
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
العمر : 35

العقل الكوني... Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقل الكوني...   العقل الكوني... Emptyالأحد أغسطس 30, 2009 9:31 am

التاريخ المزوّر


إذا نظرنا إلى التاريخ الذي تتناوله الشعوب المختلفة ، نلاحظ أن كل أمّة تنظر إلى التاريخ من الزاوية المناسبة لها ، و هذا طبعاً هو أمر طبيعي إذا قمنا بالنظر إليه من الناحية الاستراتيجية . فمن أجل إرساء الوحدة الوطنية و غيرها من أفكار تعمل على دغدغة مشاعر الشعوب ، تعمل المؤسسات الثقافية على إيجاد أبطال تاريخيين منسوبين لهذه الأمة و شاركوا في صنع أمجادها الغابرة !.

ففي جمهورية أوزبكستان مثلاً ، يعتبر تيمورلانك بطل قومي حقق لشعبه الأمجاد و جلب له الخيرات من كل جهة و صوب !.. و من لا يعرف تيمورلانك ؟!.

أنا لا أعلم ماذا يقولون للطلاب و كيف يسردون لهم عن تلك المجازر التي قام بتنفيذها ضد الشعوب الأخرى ؟ فمدينة أصفهان لوحدها ، ذبح 70.000 من السكان ! و في مدينة دلهي في الهند ، سفح 100.000 من الهندوس !. كان يأمر جيشه ببناء هرم كبير من الجماجم بعد كل مذبحة !.

ا هولاكو ، الذي دمّر بغداد دماراً تاماً ، قام بإطفاء شعلة النور الوحيدة في زمن الجهل المظلم ، قتل 800.000 من سكانها !. و لازالت آسيا الوسطى تعاني من نتائج أفعاله التخريبية حتى الآن !.

ينظرون إلى هذا الرجل في جمهورية منغوليا على أنه أعظم الشخصيات في التاريخ ! بعد جدّه جنكيز خان صانع الانتصارات العظيمة و سيد العالم أجمع !.

أما " شاكا " ، زعيم قبائل الزولو في جنوب أفريقيا ، هذا الرجل يعتبر رمز العظمة و الجبروت . سببت حملاته التوسّعية و حروبه على القبائل الأخرى إلى مقتل أكثر من مليوني إنسان و عشرات الملايين من الدواجن و الماشية !. هذا رقم غير قليل في زمن الرمح و الخنجر ! مع العلم أن جيشه كان يزحف على الأعداء مشياً على الأقدام دون ركوب الجياد !..

و عند سماعه يوماً نبأ وفاة والدته ، و كان حينها بعيداً عن الوطن ، أصيب بنوبة اختلال عقلي ( كريزة ) فراح يسفح يميناً و شمالاً برجاله و كل من جاء بطريقه ! و عندما زالت نوبته كان قد قتل 7000 فرد من الزولو !. و لمدّة سنة كاملة ، عاش شعبه هذا الحزن الكبير الذي أصابه ، فمنع زراعة المحاصيل ، و إنتاج الحليب ( الغذاء الرئيسي لشعب الزولو ) و كل امرأة حملت جنين في بطنها قتلت مع زوجها في الحال ! ذبح الآلاف من الأبقار الحلوبة ! ذلك من أجل أن تشعر العجول الصغيرة بصعوبة فقدان الأم !. هذا الرجل يعتبر من أحد الأبطال الفذّة في تاريخ أفريقيا !.

ما إذا نظرنا إلى أبطال أوروبا التاريخيين ، و الطريقة التي يصفون بها هذه الشخصيات المثيرة للجدل ، نجد أنفسنا أمام أكبر عملية تزوير للتاريخ ! خاصة في عصر الاكتشافات !

أوّل ما يلفت انتباهنا هو اعتبار كريستوفر كولومبس أنه مكتشف العالم الجديد ، و لازالوا يحتفلون بهذه المناسبة حتى اليوم ! و تجاهلوا تماماً الشعوب المحلية التي ازدهرت يوماً في تلك البلاد ! هذه الشعوب المسكينة تعتبر اكتشاف كولومبس أكبر لعنة ضربت القارة الجديدة !. قام الأوروبيون بذبح مئات الملايين من السكان الأصليين و دمروا كل ما له صلة بثقافاتهم و حضاراتهم الراقية ! و حوّلوهم إلى عبيد بين ليلة و ضحاها ! و بقوا على هذه الحال إلى أوائل القرن العشرين !.



نأخذ مثلاً من الأبطال الأوروبيين :

القائد الأسباني العظيم هيرناندو كورتيز ، دخل إلى بلاد الأزتك ( المكسيك حالياً ) و استقبله ملك البلاد " مونيزوما " استقبال النبلاء ، و أمر شعبه بأن يحسنون ضيافة الجنود و تلبية كل طلباتهم . لكن القائد الأسباني النبيل قام باستغلال هذه المعاملة المسالمة و بعد أن توغّل جيشه بين السكان ، بطريقة سلمية ، أصدر الأمر المفاجئ و راحت آلة القتل تعمل بهؤلاء المساكين . قام بإبادة طبقة النبلاء و المثقفين و القيادات العسكرية إبادة تامة ، و أخذ الملك رهينة كي يبادله بالكنوز و الأموال المخبّئة ، أما باقي الشعب المصدوم ، ففرض عليهم نظام استعبادي دام قرون من الزمن .... لازالت تماثيل كورتيز تعانق السماء في ساحات المكسيك !.بلاد الأزتك !.


أما القائد العظيم فرانسيسكو بيزارو ، هذا الرجل الذي لم يتعلّم القراءة و الكتابة ، شاءت الأقدار بأن تجعله أحد أكبر قادة الجيوش الأسبانية في أمريكا الجنوبية !.

عند وصوله إلى سواحل ما تسمى البيرو حالياً ، حيث ازدهرت حضارة الإنكا ، علم ملك البلاد ( أتاهوالبا ) بنبأ وصولهم ، فأوعز لجيوشه بأن يسمحوا لهم بالدخول إلى المناطق الداخلية حيث كان مقيماً هناك ، و ذهب هذا الملك المضياف مع بضعة آلاف من طبقة النبلاء و القادة لاستقبال الضيف القادم من وراء البحار ، مع العلم أن الهنود كانوا مجرّدين من السلاح . لكن البطل النبيل بيزارو قام يذبحهم جميعاً ! تاركاً الملك فقط على قيد الحياة من أجل إطلاعه على مخابئ الكنوز و الأموال ! و بعد استسلام جيوش الملك الذي أخذ رهينة ، و كان عددهم هائلاً مما جعله من المستحيل أخذهم كأسرى ، أمر القائد العظيم بيزارو جنوده بأن يقتلوهم جميعاً ! فراح الجنود الأسبان المتوحّشين يتفننون بقتلهم إلى أن تعبوا من ذلك ( بسبب كثرة العدد ) ! فصدر أمر من القائد السموح بأن يطلق سراح الذين لازالوا على قيد الحياة ، و قد تم ذلك بالفعل ، لكن بعد أن قاموا بتقطيع أيديهم !.. لقد قطعت أيدي أكثر من أربعين ألف من الهنود ! ثم أطلق سراحهم و عادوا على عائلاتهم بهذا الحال المزري !.

هكذا كان فرانسيسكو بيزارو صانع أمجاد أسبانيا العظمى !..


عدل سابقا من قبل mumbuzia في الأحد أغسطس 30, 2009 9:39 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mumbuzia
عضو جميل
عضو جميل
mumbuzia


عدد المساهمات : 182
نقاط : 16618
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
العمر : 35

العقل الكوني... Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقل الكوني...   العقل الكوني... Emptyالأحد أغسطس 30, 2009 9:31 am

تاريخ الولايات المتحدة المشرّف

إذا ألقينا نظرة على التاريخ الذي تدعي به حكومات الولايات المتحدة الأمريكية ، و الذي لا يتردّدون في الإعلان عنه و إدخاله في المناهج المدرسية و يعلّمون التلاميذ كيف كان أجدادهم الأبطال يحاربون الهنود المتوحشين ! و يجب أن لا ننسى الدور الذي لعبته الأفلام الهوليودية في ترسيخ تلك الأكاذيب في عقول الشعوب !. نكتشف حينها ذلك المستوى من الانحطاط الأخلاقي و التجرّد من الإنسانية الذي يمكن أن يصل إليه الإنسان في عملية تزويره للتاريخ !...

يدعي التاريخ الأمريكي بأن الأوروبيين الأوائل قد خاضوا مئات من الحروب ضد الهنود . لكنها في الحقيقة لم تكن سوى مجازر دموية لا أخلاقية ارتكبها الأوروبي القوى المدجج بأسلحة فتاكة ضدّ شعب مضياف مسالم شبه أعزل يكره الحروب !.
ا زالت كتب التاريخ الأمريكية تزخر بالمئات من الدروس التي تتحدّث عن حروب ضارية بين الأوروبيين و الهنود . أوّلها كانت حرب البيكوت عام 1637م . ثم حرب الناراغانست بين عامي 1643م ـ 1645م . ثم الحروب التي اندلعت بين المستعمرين الفرنسيين و المستعمرين الإنكليز ، و التي راح ضحيتها المئات من القبائل ( مئات الألوف من الهنود ) التي صادف وجودها في وسط مناطق الصراع .

ثم حرب الأوتاوا ، و حرب النوسكارورا ، و حرب الناتشيز ، و حرب الألغونكوان ، و حرب الأوروكويز ، حرب الشيروكي ، و الشكتاو ، و الكريك ، و الشاوني ، معركة تيبتكانو ، حرب البلاك هوك ، حروب السامينولي ، حروب الشوشون والأوتي و الأباشي و النافاجو ، ثم معارك الأراباهو و الشايني و السيوكس ، و معركة ليتل بيغ هورن ، و أخر المعارك كانت ضد شعب النيزبيرس في عام1870م ، و المعركة الشهيرة التي أخضعت آخر الثورات الهندية بقيادة جورانيمو في العام 1880م ، و ختمت هذه الحروب بمجزرة ووندد ني في داكوتا الجنوبية عام 1890م .

جميع هذه الحروب اتخذت أسماء القبائل الهندية التي قام الأوروبيون بسحقها بعد التعامل معها بالمكر و الخديعة و المفاوضات قبل الإنقضاض عليها غدراً و من ثم ارتكاب أبشع المجازر بحق شعوبها .

يقوم التاريخ الأمريكي بوصف تلك الحروب بطريقة تجعلنا نعتقد بأن المستعمرين البيض هم شعوب مسالمة جاؤا بسلام و لم يعتدوا على أحد إلا إذا تم الاعتداء عليهم . فيضطرّون حينها للردّ ، لكن بشجاعة لا مثيل لها و نبل أخلاقي منقطع النظير . أما الهنود ، فهم مجموعة من القبائل البدائية لا حضارة لها ، شعب من الكفار لا دين لهم ، متوحّشين يقتلون الأطفال و النساء ، لا يأبهون بالقيم الأخلاقية التي طالما نادى بها البيض !.


لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو :

إذا كان الحال كذلك ، كيف نفسّر إبادة عشرات الملايين من الهنود ؟ كيف تم دفع شعوب بكاملها ملأت يوماً كافة أرجاء القارة الأمريكية الشمالية ، إلى حد الانقراض التام ؟!.

إن جميع تلك الحروب المذكورة لم تكن سوى مجازر هدفها هو إبادة منظّمة للشعوب الهندية على يد الأوروبيين !. و الوثائق التاريخية تؤكّد ذلك .

يصف لنا الكابتن جون أندرهيل ، القائد الإنكليزي الذي شارك في الحرب التي أدّت إلى إبادة شعب البيكوت عام 1637م ، إحدى معاركها التي انتصر فيها الإنكليز الأبطال على الهنود الأشرار . و قتل في هذه المجزرة 400 من الرجال و الشيوخ و الأطفال و النساء . و لم ينجو منها سوى خمسة هنود !. و قد برّر فعلته الشنيعة هذه بأنه دائماً يستلهم أفعاله من الكتاب المقدّس الذي ورد فيه ما يحلّل قتل الكفار و أطفالهم و نسائهم و شيوخهم و كل ما يخصّهم !.. يقول البطل أندرهيل :
.. بينما كنا نقترب من مخيّمهم ، راح الجنود ينبشون قبورهم و يمثّلون بمحتوياتها ... و قاموا بإحراق محاصيلهم .... و راحوا يطلقون النار على الحيوانات الأليفة التي جاءت في طريقهم .. و كل من جاء لمفاوضتنا من قبلهم كان يتعرّض لنيران الجنود ... قمنا بإشعال الحريق حول مخيّمهم المحصّن .... و انتظرنا لفترة من الوقت حتى تمكنت النيران من التسرّب إلى داخل المخيّم .... و رحنا نسمع صراخ الأطفال و النساء من بين الذين راحت تأكلهم النيران ... مما أنذرنا بأن الوقت قد حان لخروج رجالهم تجاهنا لمواجهة الموت المحتّم ... فراحوا يهجمون علينا من داخل النيران بشجاعة يستحقون الاعتراف بها حتى من أعدائهم ... و راح رجالنا يستقبلونهم مجموعات مجموعات ، ثلاثين و عشرين من الهنود بالوقت نفسه ....
كنهم لم يجدوا في انتظارهم سوى سيوفنا و نيران البنادق ... و ليس هناك فرصة للهروب ..... أما مشهد جثث الأطفال و النساء المترامية هنا و هناك ، فقد جعلت الكثير من الجنود يستسلمون للبكاء ، خاصة هؤلاء الصغار في السنّ الذين لم يخوضوا الحروب من قبل ... لكن الذي حصل هو الصواب .. و في هذه المناسبات القتالية أستلهم دائماً كلمة الله الواردة في الكتاب المقدّس ... فأتذكّر حروب الملك داوود على الكفار ، و كيف كان يسحق الأعداء الذين يستحقون البطش دون رحمة .. دوائهم هو السيف و ليس السلام ... إنهم يستحقون أبشع ميتة يمكن أن يموتها الإنسان الكافر ... و قد ورد في الكتاب ما يشير بوضوح إلى أنه يجب على النساء و الأطفال و ذويهم الكفار أن يهلكوا و يفنوا تماما على يد المؤمنين ... يجب أن لا نتجادل حول ما نفعله أو نرتكبه في الحروب .. إننا بكل بساطة نقوم بتنفيذ كلمة الله الذي طالما ساندنا في خطواتنا و إنجازاتنا المختلفة ..!

مثالاً آخر على الحروب المذكورة في التاريخ الأمريكي المجيد نذكر تلك التي شنّتها الحكومة الأمريكية على شعب النيزبيرس الذي كانت قبائله تقطن في ما يعرف بأوراغون حالياً . فرضت الحكومة على هذه القبائل بأن تنزح عن أراضيها الخصبة إلى محميات خاصة للهنود أقامتها الحكومة في أراضي صحراوية غير صالحة حتى لعيش الأفاعي !.

لكن هذا الطلب رفض من قبل الشعب الذي كان يتزعّمه أحد أعظم الشخصيات الهندية هو أنموتوياهلات الملقب بشيف جوزيف . كان هذا الرجل الحكيم راجح العقل ، واسع الأفق ، و ميّال للسلام أكثر منه للحرب . لكن الضغوط الكبيرة التي أنزلتها الحكومة على شعبه المسكين جعلته يفضّل النزوح شمالاً تجاه الأراضي الكندية بدلاً من الانتقال إلى محمية وضيعة في الصحراء . لكن ما أن وصل قرب الحدود الكندية ( مونتانا حالياً ) حتى انقضّت على قوافله المهاجرة جحافل من الجيوش الأمريكية بقيادة الجنرال البطل أوليفر هاوارد ! ففرض عليهم القتال !. و دامت المعارك الشرسة أيام عديدة إلى أن انتهت باستسلام الزعيم الهندي العجوز حفاظاً على سلامة من تبقّى من شعبه الذي تعرّض لعملية إبادة وحشية شاملة !.


يقول في كلمته الشهيرة التي أعلن فيها عن استسلامه :

لقد تعبت من القتال ... جميع زعماء شعبي قد ماتوا ... جميع الشيوخ الحكماء قد ماتوا .. و الذي يقود المحاربين الشباب قد مات .. إن الجو بارد جداً ، و ليس لدينا ما نكتسيه كي نتقي البرد القارص ... الأطفال الصغار يتساقطون من البرد و يموتون .. أما الذين بقوا على قيد الحياة ، فقد هربوا إلى التلال المجاورة ليختبؤا بين الأحراش ، ليس لديهم طعام و لا كساء .. لا أحد يعلم أين هم الآن ... ربما ماتوا من البرد .. أريد أن تمنحوني وقت حتى أبحث عن أطفالي .. ربما أجدهم بين الأموات ..

اسمعوني يا أسيادي . أنا تعبت . إن قلبي حزين و مريض . و منذ هذه اللحظة ، من حيث موقع الشمس الآن ، سوف لن أقاتل أبداً ..

مات هذا العجوز العظيم في إحدى المحميات الحكومية بعد حياة ذليلة ، ترفضها الكلاب ، قضاها في أواخر أيامه .
و في العام 1890م ختمت الحكومة حروبها ضد الهنود بمجزرة ( ووندد ني ) التي ارتكبتها في داكوتا الجنوبية . و روى أحد الهنود الناجين من تلك المجزرة عن بعض من تفاصيلها للسيد جيمس مكريغور ، المشرف على أحوال و شؤون الهنود الحمر . فقال :

... ها أنت تشاهد حالتي .. أنا مريض و جرحي بالغ الخطورة ... فالجنود كادوا أن يقتلوني .. أنا لم أؤذي أي أبيض في حياتي .. كانت هذه المجزرة خطأ كبير تجاه شعبي و زعيم قبيلتي . لم ينوي زعيمنا مقاتلة الجنود . كان يضع دائماً علم أبيض أمام المخيّم تعبيراً عن ميله للسلام و التفاوض .. لقد غدر بنا الجنود ... قاموا بتجريدنا من السلاح بعد أن خدعوا زعيمنا .. راحوا يتوغلون بين الأهالي يفتشون النساء و الأطفال بحثاً عن السلاح أو أي آلة حادة تستخدم كسلاح .. و بعد أن كدّسوا الأسلحة بعيداً عن تناول الهنود ، أصدر قائدهم أمراً بإطلاق النار علينا و على نسائنا و أطفالنا ! .. راحوا يلاحقونا و يصيدونا كما يصيدون البوفالو !.. كيف يمكن لهؤلاء الجنود أن يقتلوا الأطفال ؟.. لا بدّ من أنهم سيؤن .. فالهنود لا يستطيعون قتل الأطفال البيض . لا يمكنهم فعل ذلك أبداً ....


عدل سابقا من قبل mumbuzia في الأحد أغسطس 30, 2009 9:40 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mumbuzia
عضو جميل
عضو جميل
mumbuzia


عدد المساهمات : 182
نقاط : 16618
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
العمر : 35

العقل الكوني... Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقل الكوني...   العقل الكوني... Emptyالأحد أغسطس 30, 2009 9:33 am

في أوائل القرن التاسع عشر ، حضر مبشّر مسيحي إلى بوفالو كريك ، نيويورك ، قادماً من بوسطن و جمع زعماء قبائل السينيكا ، الذين سكنوا تلك المنطقة في حينها ، ليقول لهم أنه ينوي تحويلهم إلى الديانة المسيحية . و أنه سيعلّمهم كيف يعبدون الروح العظيم ، و لا ينوي تجريدهم من أرضهم أو مالهم أو ممتلكاتهم . و لا يوجد سوى ديانة واحدة أصيلة في هذا العالم ، و إن من لا يعتنقها سوف يتجرّد من السعادة و سيعيش في الظلمة و الخطيئة طوال عمره ، و غيرها من كلمات تبشيرية ساحرة .. و بعد انتهاء هذا المبشّر من خطابه الطويل ، طلب من الزعماء الهنود الحاضرين في الاجتماع أن يعطوه جواب على اقتراحه .

و اتفق الزعماء على أن يتحدّث باسمهم الزعيم الهندي المخضرم " ساغويواثا " الملقّب بريد جاكيت . و قد قام الكاتب الأمريكي " سامويل غودريش " بتوثيق هذا الخطاب ، و نشره فيما بعد ضمن كتاب يحمل عنوان : " شخصيات هندية شهيرة " . و قد وصف الكاتب هذا الزعيم الهندي النبيل بدقة كبيرة منذ أن وقف ببطء منتصب القامة ملقياً وشاحه التقليدي على ذراعه كالسيناتور الروماني ، و كيف ألقى خطابه الشهير بفصاحة لا تخلو من النبل و عزة النفس ، و هذا ذكّر البيض الذين حضروا الاجتماع ، بما فقدوه من الشيم الأخلاقية الأصيلة التي طالما تميّز بها الهنود الحمر ، إلى أن انتهى من كلامه و مضى في سبيله

قال الزعيم الهندي رداً على كلام المبشّر :

صديقي و أخي . إنها إرادة الروح العظيم بأن نجتمع هنا اليوم .. إنه الآمر الناهي بكل شيء .. و قد أعطانا يوماً جميلاً لاجتماعنا .. أزال حجابه عن عين الشمس فسطعت من فوقنا و فتحت عيوننا فأصبحنا نرى بوضوح .. و عملت آذاننا دون توقّف .. مما جعلنا نسمع بانتباه كل كلمة قلتها لنا .. كل هذا هو من فضل الروح العظيم و له الشكر و الحمد ..

أخي .. لقد أقيم هذا الاجتماع من أجلك .. و قد حضرنا في هذا الوقت بناءاً على طلبك .. و قد استمعنا بانتباه لما قلته .. و طلبت منا أن نعبّر عن أفكارنا بحريّة .. هذا يجلب السرور لقلوبنا .. فإنه يشجعنا على الوقوف أمامك باستقامة و التعبير عن ما يجول في نفوسنا من أفكار .. الجميع هنا استمع إلى ما قلته ، و الجميع قرّر و اتفق على إعطائك الجواب عن طريق وسيط واحد ..

أخي .. قلت أنك تريد جواباً على ما اقترحته قبل مغادرة هذا المكان .. إنه من حقك الحصول على جواب .. فأنت بعيد جداً عن منزلك و نحن لا نريد أن نؤخّرك .. لكن يجب علينا أولاً العودة قليلاً إلى الماضي .. و سأروي لك ما رواه لنا آبائنا و أجدادنا ، بالإضافة إلى ما سمعناه من الرجل الأبيض ..

أخي .. اسمع جيداً ما سأقوله .. كان هناك وقت ملك فيه أجدادنا هذه الأرض .. و امتدّت مقاعدهم من شروق الشمس إلى غروبها .. فالروح العظيم جعل هذه الأرض للهنود .. و خلق البوفالو و الغزلان و الحيوانات الأخرى لطعامنا .. و خلق الدب و القندس لنجعل من جلدها كساءاً .. و قام بنشرها في جميع أسقاع البلاد ، و علّمنا كيف نصطادها .. و سخّر الأرض لتنتج الذرة فصنعنا الخبز .. كل هذه الخيرات ، خلقها من أجل أولاده الهنود لأنه يحبّهم .. و إذا حصلت خلافات بين الهنود حول أراضي الصيد ، كانت تسوّى مباشرة ، دون سفك الدماء .. لكن مرّ يوماً ملعوناً على الهنود .. عندما قطع أجدادك المياه العظيمة ( المحيط ) .. و وصلوا إلى شواطئنا .. كان عددهم قليل ، لكنهم وجدوا أصدقاء ، و ليس أعداء .. قالوا لنا أنهم هربوا من بلادهم خوفاً من رجال أشرار .. و جاؤا إلى هنا كي يتمتعوا بممارسة ديانتهم بحرية .. و طلبوا منا مقعد صغير من الأرض .. فأشفقنا عليهم ، و قمنا بتلبية طلبهم .. و عاشوا بيننا بسلام .. و قدمنا لهم اللحوم و الحبوب .. لكنهم أعطونا مقابلها السمّ !. لقد اكتشف الرجل الأبيض بلادنا .. فأرسلوا أنباء إلى بلادهم .. و جاء المزيد من البيض .. لكننا لم نهتم لهذه المسألة و أخذناهم كأصدقاء .. و قالوا لنا أنهم يعتبروننا أخوة .. و قد صدّقناهم و أعطيناهم المزيد من الأرض .. لكن أعدادهم ازدادت كثيراً .. و طلبوا المزيد من الأرض .. و قد أرادوا بلادنا كلها !. لكن عيوننا تفتحت ، و أصبحنا مضطربي البال .. و وقعت حروب كثيرة .. فأبيد الكثير من الهنود ..

أخي .. كانت مقاعدنا في يوم من الأيام كبيرة ، و مقاعدكم كانت صغيرة .. لكنكم أصبحتم الآن شعب عظيم العدد و القدرة .. أما نحن ، فمن الصعب علينا إيجاد مقعداً نمدّ فيه بساطنا .. لقد أخذتم بلادنا .. لكنكم غير مكتفين بذلك .. و تريدون الآن فرض ديانتكم علينا ..

أخي .. تابع في الاستماع .. تقول أنك ستعلّمنا كيف نعبد الروح العظيم وفق الطريقة التي يريدها هو .. و إذا لم نعبده وفق المذهب الذي تسلكونه سوف لن نكون سعداء إلى الأبد .. تقول أنك على صواب و نحن تائهين في عالم الخطيئة .... من الذي يضمن صحّة هذا الكلام ؟... و قد فهمنا أن ديانتكم مكتوبة في كتاب .. فإذا قُدر لهذه الديانة أن تنتشر بيننا ، لماذا لم نستلهمها مباشرة من الروح العظيم ؟.. لماذا لم يعطيها لأجدادنا و أسلافنا الأوائل حتى نتفهّمها جيداً و نستوعبها بطريقة صحيحة ؟.. إن كلّ ما نعرفه عن هذه الديانة هو ما تقوله لنا .. كيف لنا أن نصدّق كلامك في الوقت الذي نتعرّض فيه دائماً للمكر و الخديعة على يد الرجل الأبيض ؟..

أخي .. تقول أنه هناك طريقة وحيدة لعبادة الروح العظيم و خدمته .. إذا كان هناك حقاً ديانة واحدة ، لماذا أنتم البيض تتجادلون دائماً حولها و تختلفون ؟. لماذا لا تتفقون على سلوك واحد طالما أن التعليمات مكتوبة في هذا الكتاب ؟..

أخي .. نحن لا نفهم هذه الأشياء .. قيل لنا أنكم توارثتم هذا الدين من أجدادكم و انحدر من الأب إلى الابن إلى أن وصل إليكم .. لكن نحن أيضاً لدينا دين .. و قد توارثناه من أجدادنا .. هذه هي طريقتنا في العبادة .. إنه يعلّمنا كيف نحمد الخالق على ما نجنيه من خيرات .. و يعلّمنا كيف نحب بعضنا البعض .. و كيف نتّحد .. نحن لا نتجادل و لا نختلف حول ديننا ..

أخي .. إن الروح العظيم قد خلقنا جميعاً .. لكنه جعل أولاده البيض و الهنود يختلفون في أشياء كثيرة .. فقد أعطانا لون بشرة مختلف .. و عادات مختلفة .. و أعطاكم الفنون .. خاصة تلك التي تتعلّق بالحروب .. فهو لم يفتح أعيننا لهذه الأشياء .. و بما أنه جعلنا نختلف بأمور كثيرة ، لماذا لا نتفق على أنه أعطانا ديانة مختلفة لكنها مناسبة لطريقة عيشنا و فهمنا للحياة ؟. إن الروح العظيم لا يخطئ أبداً .. و هو يعرف ما يناسب أولاده .. و نحن مكتفون بما أعطانا ..

أخي .. نحن لم نشأ تدمير ديانتكم .. أو نجرّدكم منها .. إننا فقط نريد أن نمارس ديانتنا ..

أخي .. قلت أنك لم تأتي إلى هنا لتأخذ أرضنا أو مالنا .. بل أتيت لترشدنا إلى طريق الصواب .. لكن أحب أن أقول لك بأنني قد حضرت إحدى اجتماعاتكم العبادية .. و رأيت الراهب حين كان يدور على المصلّين و يجمع منهم المال .. أنا لا أعرف إلى أين يذهب هذا المال أو لماذا تجمعوه .. لكن دعونا نفترض أنه يذهب إلى الكاهن الأعلى .. و إذا بنينا هذا على طريقة تفكيرك ، نستنتج بأنك تريد بعض من مالنا ..

أخي .. قيل لنا أنك تقوم بالتبشير بين البيض الذين يسكنون في الجوار .. هؤلاء الناس هم جيراننا و نحن نعرف سلوكهم جيداً .. سوف ننتظر لفترة من الوقت و نرى ما هو تأثير تعاليمك التبشيرية عليهم .. و إذا اكتشفنا أن لها نتائج إيجابية على سلوكهم ، و تجعلهم صادقين في تعاملهم مع الهنود و تردعهم عن الغش و الخداع الذي طالما عانيناه منهم ، سوف نعيد النظر فيما قلته ..

أخي .. لقد سمعت جوابنا على اقتراحك .. و هذا كل ما عندنا لنقوله حالياً .. و بما أننا سوف نفترق ، سنتقدّم لمصافحتك باليد و نتمنى أن يحميك الروح العظيم في رحلتك ، و العودة إلى ديارك و ذويك بأمان ..

لقد تعرّض بعدها الزعيم ريد جاكيت لتهم كثيرة تنعته بالهرطقة و الشعوذة و الخروج عن السلوكيات الدينية الأصيلة و اتخذت بحقه الإجراءات المناسبة لها ... !


عدل سابقا من قبل mumbuzia في الأحد أغسطس 30, 2009 9:38 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mumbuzia
عضو جميل
عضو جميل
mumbuzia


عدد المساهمات : 182
نقاط : 16618
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
العمر : 35

العقل الكوني... Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقل الكوني...   العقل الكوني... Emptyالأحد أغسطس 30, 2009 9:34 am

إن التاريخ المثالي هو الذي يكتبه مؤرخون متخصّصون يتمتعون بإلمام كامل عن الحقائق و التفاصيل التاريخية المختلفة . بالإضافة إلى عدم الانحياز في النظر إلى الأحداث . لكن الواقع يظهر حقيقة أخرى . فالتاريخ الذي تتعلمه الجماهير هو التاريخ الذي فرضه المنتصرون

هذا يذكرني بكلام داروين عن حقيقة " البقاء للأنسب " ؟. ليس من الضرورة لأن نكون خبراء محترفين حتى نكتشف حقيقة أنه عندما يتعلّق الأمر بالإنسانية نجد أن الذي يبقى هو ليس الأنسب !. إذا نظرت إلى الواقع بنظرة إنسانية أصيلة ، تجد أن الذي يبقى هو الأكثر رغبة في القتل ، المدجّج بالسلاح و المحترف بفنون القتل و الدمار ، القاسي الذي يخلو من أي رادع أخلاقي يكبح وحشيته الشريرة . و بكلمة أخرى نقول :

إن الذي يبقى هو النوع الغير مناسب إنسانياً !.

تزوير التاريخ .... حالة طبيعية .. تعتبر إحدى أهم الضروريات الاستراتيجية في عملية إدراة الجماهير ... لكن لصالح من ؟.

أنظروا إلى ما وصلت إليه البشرية ... أنظروا إلى التوجّه الفكري و الأخلاقي الذي تسلكه الشعوب .. من المسئول عن هذا الوضع المرعب الذي نعاني منه الآن ؟.. لماذا لا تعلن الحقيقة ؟.. حقيقة أن التاريخ المكتوب صنعه مشعوذون استراتيجيون .. هدفهم هو توجيه الشعوب كما يشاؤن .. و التحكم بهم كما يشاؤن .. و تسخيرهم لتنفيذ أهداف قلّة شريرة من الناس .. و أهوائهم السخيفة .. فتاهت الشعوب .. و ابتعدت عن الحقيقة تماماً .. و راحوا يخوضون الحروب على الآخرين معتمدين على التاريخ المكتوب .. و راحوا يشعلون النيران و يقطعون الأشجار ... كما هو مكتوب ... راحوا ينهلون من المعلومات التاريخية المزوّرة حتى أصبحوا كائنات شريرة ! لا تستطيع العيش دون قتال ..

فلم يعد للخير بينهم مكان ... و بدلا من تبجيل الخير و لعنة الشرّ ، راحوا يعبدون القوة و يحتقرون الضعف و الهوان !.. انقرض الخير و سادت القوة .. فحكم الشرّ !.. و نسب السيف للمجد !.. و نسبت القوّة للعظمة !. و المجرم السفاح أصبح بطلاً !. و الضعيف الذي خسر المعركة هو دائماً الشرير !.. أما المنتصر ، فهو القديس الذي اسمه يسود !.

...................................... ثم نظرنا حولنا ... فرأينا مجموعة من الذئاب .. تجتمع حول غزال مسكين .. و انقضّت عليه و مزّقته إرباً .... بشراسة مخيفة ... دون شفقة أو رحمة .. ثم التفتنا إلى كلب ودود .. الكائن الوحيد الذي أثبت وفاؤه المطلق للإنسان ... و المستعد للتضحية بحياته من أجله .. فقرّرنا استخدام الاسم " كلب " لنشتم به الآخرين ! .. أما الاسم " ذئب " فمدحنا به الآخرين !.. و أطلقناه اسماً على أحد أولادنا تيمناً بذلك الوحش المرعب المخيف !..

من قال أن الإنسان على صواب ؟!.

آن الأوان أن ندع التاريخ جانباً ... و نبدأ بتلقين أولادنا الأخلاق !.. آن الأوان أن نتعلّم كيف نحب الآخرين .. مهما كان لونهم .. مهما كانت ثقافتهم و معتقداتهم و علومهم .. يجب أن تسود المحبة .. كي يعمّ الخير من جديد ... هل هذا المطلب كبير علينا كشعوب و جماهير ؟.. أم أن هناك من يقف عائقاً في هذا التوجّه الإنساني العظيم ؟!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mumbuzia
عضو جميل
عضو جميل
mumbuzia


عدد المساهمات : 182
نقاط : 16618
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
العمر : 35

العقل الكوني... Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقل الكوني...   العقل الكوني... Emptyالأحد أغسطس 30, 2009 9:43 am

تاريخ الإنسانية المزور

إن تاريخ الإنسانية مزوّر و مبني على أكاذيب !.. إن ما تقدّمه المؤسسات الأكاديمية من معلومات حول المراحل التاريخية التي أوصلت الإنسان العصري إلى ما هو عليه اليوم هو عبارة عن وهم !.

هذا ما نسمعه من حين لآخر من قبل الكثير من علماء الآثار و المختصين في الحضارات الإنسانية الذين يطلون علينا فجأة من خلال وسائل الإعلام المختلفة ثم يختفون و لم نسمع عنهم أو عن أعمالهم فيما بعد !.

فنسمع مثلاً السيد " رون كوك " الباحث في علم الآثار و الحضارات القديمة ( مؤلف كتاب " أنيغنمي " ) ، و البروفيسور ليون براون الخبير في المخطوطات القديمة و المختص في رموز حضارات المايا ، يصرحان بأن هناك الكثير من الدلائل الجديدة التي قامت السلطات العلمية النافذة بإخفائها عن الجماهير لأسباب ربما لا تتجاوز حد الكسل و الإهمال !. فالعلماء و البروفيسوريين و أسياد المؤسسات العلمية المختلفة لا يريدون لخبطة عالمهم الأكاديمي الرتيب فقط من أجل معلومة صغيرة جديدة منافية لنظرتهم العلمية التقليدية !. لقد كنا يوماً أعضاء في تلك المؤسسات الأكاديمية و نعلم كيف تجري الأمور !. هذا ما يقولانه العالمان ..

هكذا إذاً ، فظهور حقيقة صغيرة منافية لرؤية البيروقراطية العلمية التقليدية قد تقلب عالمهم الأكاديمي الصغير رأساً على عقب !. ماذا سيحصل لهم لو ظهرت الحقيقة الكبيرة بجميع أبعادها ؟!..

ماذا لو ظهرت الأدلّة الثابتة على أن هذه الأرض قد زخرت يوماً بحضارات إنسانية راقية تفوق تلك التي نعيشها اليوم ؟!.. حضارات من زمن سحيق .. تستخدم آلات طائرة ، سيارات ، كمبيوترات ، أجهزة راديو و تلفزيون ، أسلحة دمار شامل ، أجهزة إشعاعية مشابهة لليزر ، مراكب فضائية ، أدوية متقدمة جداً ، هندسة جينية راقية المستوى ، هندسة معمارية رفيعة بالغة الإبداع ...!! هذا ما تقوله الاكتشافات الأثرية الغير معلنة ! و التي تشير إلى أن تلك العلوم المتقدمة كانت محصورة على فئة قليلة ذات سلطة سياسية و مالية هائلة ! و هذه النخبة من الناس حكمت الشعوب كالآلهة ! حكمتهم بواسطة تلك التكنولوجيات و التقنيات المتطوّرة التي استخدموها لمآربهم الشريرة ! فنشروا الرعب بين الشعوب و حكموهم كالعبيد !..

ماذا حصل عندما وصل العصر الجليدي في نهاياته إلى نقطة الصفر ، أو تعرّضت الأرض لوابل من الشهب و النيازك الدورية التي طالما تعرّضت لها كل عدّة آلاف من السنين ! و بدأت تلك الجبال الجليدية الهائلة بالذوبان ، فتسرّبت إلى عمق المحيطات ، مما أدى إلى فيضانات هائلة قامت بجرف حضارات إنسانية مزدهرة إلى المجهول !؟. و عملت تلك الكميات الضخمة من المياه و تياراتها الجارفة على تغيير ملامح سطح الأرض بالكامل !؟.

ما الذي ضاع و دفن تحت مئات أو ربما آلاف الأمتار من الوحل و الرسوبيات الجيولوجية المتراكمة ؟. ألم يتم العثور على أدلّة تثبت هذا الحدث التاريخي في أعماق المحيطات البعيدة و على السواحل المتفرقة هنا و هناك !؟. ألم تتحدّث النصوص القديمة عن فيضانات عارمة قضت على البشرية ( فيضان نوح مثلاً ، و عدّة روايات أخرى مصدرها الهند و الصين و الأمريكيتين و أستراليا ... جميعها اجتمعت على حدث عظيم كهذا ) ؟.



هل يمكن لهذه الفئة التي حكمت الأرض يوماً أن تكون قد نجت من هذه الكوارث الطبيعية و انتقلت إلى الجبال و الهضاب المرتفعة و انتظرت حتى تنتهي كل هذه التغييرات الأرضية الهائلة التي لا تستطيع أي تكنولوجيا متطوّرة إيقافها أو التحكّم بها !؟. فبنوا مقرّات مؤقتة يقيمون فيها حتى تنتهي هذه الفترة الكارثية المفاجئة !.

لقد حكمت هذه الفئة القليلة من البشر شعوب الأرض في إحدى مراحل التاريخ !. و كانت متقدّمة جداً فكرياّ و تقنياً و معرفياً !. و كان ذلك قبل أكثر من خمسة عشر ألف سنة ! هذا ما تقوله الدلائل الأثرية المستخرجة من مختلف أنحاء العالم ! و جميعها تشير إلى وجود هذا العصر الاستبدادي ! و تدعم بالبراهين و الإثباتات الجديدة يوماً بعد يوم عن طريق اكتشافات باحثي الآثار و خبراء الحضارات الإنسانية القديمة !.

لكن نتائج هذه الأبحاث لا تصل إلى الجماهير و لم تسمع عنها الشعوب !. لأن هذه الحقائق الغريبة تتطلّب سنوات عديدة من عمليات تحضيرية لتأهيلها ثقافياً و نفسياً و إعتقادياً حتى تتمكّن من استيعابها و التعايش معها كواقع حقيقي !.

إن هذه الحقائق أكبر بكثير من ما يمكن للإنسان العادي تحملّه و استيعابه ! هذه هي حجّة القائمين على هذه الأسرار ، و الذين يرفضون الإعلان عنها !. فلهذا السبب ، يفضّل أسياد المؤسسات الأكاديمية تعليم الشعوب الأفكار التقليدية التي تسرد قصة نشوء الحضارات .

إن التصرفات التي يبدونها و ردود أفعالهم المشبوهة تشير إلى وجود مؤامرة مقصودة بين هؤلاء البيروقراطيين الأكاديميين تهدف إلى إخفاء الحقيقة !. حقيقة وجود حضارات غامضة لا يمكن استيعاب مدى عظمتها ، لكنهم قاموا بتشويه صورتها بشكل مقصود ! عن طريق وصف شعوبها بالمتوحشين و عبدة الأصنام و الكهنة الأشرار ! يوصفون طقوسهم و شعوذاتهم المتوحّشة بطريقة تقزّز النفوس ! كل هذا من أجل النزول بمستواها الراقي إلى مستويات وضيعة لا يمكن سوى الاستخفاف بقيمتها الثقافية و العلمية . لكنهم تجاهلوا تلك الإنجازات المعمارية الجبارة التي تملأ الأرض . و التي تنفي أن يكونوا مشيديها بهذه الدرجة الوضيعة من التوحّش و الانحطاط !. إن الآلاف من تلك الإنجازات العظيمة التي حققها إنسان ما قبل التاريخ هي أقوى من الافتراضات و الحجج الواهنة التي يصرّح بها رجال المؤسسات العلمية ذات الأفق المحدود . لكن ما باليد حيلة ، إنهم النخبة العلمية التي تدير المؤسسات و الجامعات و الأكاديميات ذات الوزن الكبير ! و هذا ما يجعل صوتهم هو المسموع !. و يبدو أنهم قد اتفقوا على دعم رواية مشتركة حول تاريخ الإنسانية . و هي القصة المألوفة لدى جميع الشعوب . لكن لماذا ؟!. هل هم خائفون من الحقيقة ؟.. أو أنهم يخفون شيء أكبر و أعظم ؟!. أو ربما لمجرّد أنهم يريدون المحافظة على مناصبهم ؟.





يبدو أن البروفيسور زكريا ستشن قد ذهب أبعد من تلك الروايات التقليدية بكثير . فقد ذكر في كتبه ( سلسلة كتب بعنوان : تاريخ الأرض ) ، أنه اعتمد على أدلة جمعها من مخطوطات و سجلات قديمة من مصر الفرعونية و السومريين و الحثيين و حضارة التيواناكو في جنوب أمريكا ( بوليفيا ) ، و خرج بحقيقة ثابتة تؤكّد مجيء مخلوقات فضائية تشبه الإنسان ، و سكنت الأرض منذ نصف مليون سنة !. و كشف عن الكثير من الحقائق بخصوص تلك الإنجازات الهندسية و المعمارية العظيمة مثل الأهرامات و معبد بعلبك و موقع تيوتيهوكان و برج بابل و غيرها من صروح قديمة . و لم تجد تساؤلات ستشن الكثيرة حول هذه الصروح الأجوبة المناسبة لها بين المجتمع العلمي الذي لازال يعتمد على المنطق التقليدي البدائي في عملية تفسير تلك الإنجازات الجبارة !.

لكن كل من يزور تلك الصروح ، لابد من أن يخرج بقناعة تقول : إن استنتاجات الأكاديميين التي تخص طريقة تشييدها غير واقعية أبداً ! و لا ترقى إلى مستوى هذه المعجزات الهندسية العظيمة !.

أما إذا شاهدت رسومات نازكا في البيرو ، تلك الأشكال المرسومة في الصحراء و يبلغ طول كل منها عدة كيلومترات ! و لا يمكن مشاهدتها كاملاً إلا إذا كنت محلّقاً في السماء ( بالطائرة ) ! حينها ستتعرّف على مستوى تلك الحضارات الغامضة !.

قام اليابانيون منذ عدة سنوات بمحاولة بناء هرم مصغّر يبلغ ارتفاعه 35 قدم . ( بينما الهرم الأصلي يبلغ ارتفاعه 482 قدم ! ) . و استخدموا أحدث التقنيات و الوسائل المعمارية المعروفة في عصرنا الحديث . لكنهم فشلوا في هذا المشروع !.

لقد فشل الإنسان العصري في استنساخ المنجزات التي قام بها الإنسان القديم !.

الهرم الأكبر يحتوي على 2.3 مليون حجر يزن 100 طن ! و هذه الأحجار مركّبة بدقة و إتقان كبيرين . يقول المؤرخون أن مدّة بناء هذا الهرم استغرقت عشرين عام . هذا يعني أن المصريين قاموا بتركيب 6.7 أحجار في الدقيقة الواحدة !. و إذا كان هذا صحيحاً ، فلا بدّ من وجود تقنيات و قوى لم نألفها بعد !.

أما معبد بعلبك في لبنان ، فنرى أن تلك الأحجار الطويلة التي تزن 1000طن لا زالت تمثّل لغز كبير بالنسبة للمهندسين المعماريين في عصرنا الحديث !. هناك الآلاف من هذه الظواهر الغير قابلة للتفسير حول العالم ...


عدل سابقا من قبل mumbuzia في الأحد أغسطس 30, 2009 9:43 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mumbuzia
عضو جميل
عضو جميل
mumbuzia


عدد المساهمات : 182
نقاط : 16618
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
العمر : 35

العقل الكوني... Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقل الكوني...   العقل الكوني... Emptyالأحد أغسطس 30, 2009 9:43 am

أما إذا انتقلنا إلى أمريكا الجنوبية ، بلاد العجائب ، و رأينا تلك النماذج المجنّحة في كولومبيا ! و الأهرامات العملاقة في حوض الأمازون ! المشيّدة على منحدرات جبلية مكسوّة بغابات كثيفة يصعب اختراقها ! حينها نعرف أنه هناك شيء كبير لازلنا نجهله !.

هذه مناطق لا يمكن اكتشافها أو تكوين صورة شاملة عنها سوى بواسطة الأقمار الصناعية !. هذه الغابات الكثيفة تخفي الكثير من المعجزات !. أبنية ضخمة تعود إلى أكثر من 8000 سنة أو أكثر ! هذا ما استنتجته فحوص الراديوكاربون . لكن رغم كل ما توصّل له المكتشفون حتى الآن إلا أنهم لازالوا على أعتاب عالم مجهول ! عالم غامض يخفي في طياته تاريخ الإنسانية الحقيقي !.

أما في بوليفيا ، فأثار مدينة تيواناكو ، الواقعة بجانب بحيرة تيتيكاكا ، لازالت تمثّل سؤال كبير بالنسبة للإنسانية جمعاء !. نجد في هذا الموقع آثار مدينة سحيقة في القدم ( أقدم مدينة في التاريخ !) ، و فيها أكثر أنظمة مياه تعقيداً ! حتى بالنسبة لعصرنا الحديث ! لم يرى الخبراء أو يسمعوا بما يضاهيها بالدقة و التعقيد !. أما أنظمة الري المؤلفة من قنوات و ممرات مائية تحت أرضية و أنظمة هيدروليكية ، فهي معجزة هندسية خارقة !.

و قد أعاد عالم الآثار " ألان كولاتا " من جامعة شيكاغو ، تشغيل هذا النظام المائي بعد صيانته و ترميمه ، في سبيل إرواء الحقول الزراعية الاصطناعية من أجل إطعام السكان المحليين . مع العلم أن تلك المنطقة صحراوية غير قابلة للزراعة ، لكن الحقول الزراعية الاصطناعية التي أنشأها القدماء في وسط الصحراء يمكنها إطعام 100.000 من السكان !.

و لازالت عمليات التنقيب جارية في ذلك الموقع ، و قد اكتشفوا أساسات تعود لبناء ضخم تبلغ مساحته 2.5 ميل مربع !. و هناك بقايا اهرامات مركّبة من أحجار معشوقة ببعضها البعض يزن كل حجر 160طن !. و تخفي جدران هذه الهياكل المعمارية المعقّدة بين أحجارها أنظمة هيدروليكية تعمل على تنظيم المياه و توزيعها . أما الأحجار فهي موصولة ببعضها بواسطة كلابات نحاسية تساعد على تماسكها !.
لكن رغم كل هذا فإنهم لم يجدوا أي نقوش أو ما يشير إلى أن هذه المدينة قد استخدمت الكتابة أو أي شيء يدلّ على لغة معيّنة ! مع أنهم وجدوا مخططات تشبه اللوحات الالكترونية !... كيف استطاع هؤلاء العباقرة المعماريين إنجاز هذه المعجزات دون الاستعانة باللغة المكتوبة ؟!.

هناك الآلاف من الحقائق التي نجهلها عن العالم القديم ، عالم ما قبل التاريخ ، حقائق تخصّ أسلافنا القدماء . و بنفس الوقت نجد الآلاف من العوائق التي تمنعنا من معرفتها .

و لدي الآلاف من الأمثلة على تلك العوائق .. دعونا نتعرّف على إحداها :

العقل الكوني... 457

( هذا الصورة هي لرسومات نازكا ..لا يمكن رؤيتها سوى من السماء )

البروفيسور " أيلز هاردليكا " الذي كان مسئول عن مؤسسة السمثسونيان في واشنطن لعدة سنوات . كان هذا الرجل الأكاديمي المستبدّ محكوم بقناعة غير قابلة للنقاش ، تقول أن الكائن البشري لم يكن موجوداً في القارة الأمريكية قبل نهاية العصر الجليدي . و يرجع السبب إلى الشرائح الجليدية الهائلة التي عملت على إعاقة هجرته إليها . و قد دافع عن هذه الفرضية بطريقة متطرّفة إلى درجة أن محاولة معارضتها أو دحضها من قبل أحدهم يعتبر انتحار أكاديمي محتم !. فالجميع كانوا يخافون فجوره و سطوته المستبدّة !. و تمكّن هذا الرجل من فرض أفكاره على علماء الأنثربولوجيا لعقود طويلة من الزمن !. لقد مارس الاستبداد الفكري بكل مقاييسه !.

و شاءت الأقدار أن يقوم البروفيسور فرانك هيبن من جامعة نيومكسيكو بالكشف عن بقايا و آثار تثبت أن الإنسان كان موجود فعلاً في الأمريكيتين قبل انتهاء العصر الجليدي بفترة طويلة جداً !. و قد وثّق اكتشافه الجديد و ألّف كتاب ( في العام 1946م ) يشرح فيه استنتاجاته و الإثباتات التي اعتمد عليها في فرضيته الجديدة . كان هذا الرجل الطيّب رئيس قسم الأنثروبولوجيا في جامعة نيومكسيكو ، و كان عالم أثار محترم ذات سمعة طيبة .

لكن ماذا حصل بعد أن نشر أعماله ؟ ... لقد فتحت عليه أبواب الجحيم !..

كانت أفكار هاردليكا مسيطرة على عقول الأكاديميين في تلك الفترة لدرجة أنهم لم يعترفوا أساساً باكتشافات البروفيسور هيبن الجديدة ! و تعرّض لحملة عشواء من قبلهم ، بإدارة هاردليكا ، و كانت النتيجة : طرد البروفيسور من الجامعة ، دمّرت حياته المهنية تماماً ، و لم يسمح له بالتعليم أبداً !. أما الموقع الأثري الذي يحمل الإثبات على فرضيته ، فقد دمّر تماماً على يد مجهولين !. و دمّر هذا الرجل تماماً و اختفى عن الساحة الأكاديمية و لم يسمع بعدها عنه أحد !. لكن بعد ذلك بسنوات ، و بعد أن مات الدكتاتور الأكاديمي هاردليكا ، اكتشفت المئات من المواقع الأثرية التي تدعم فرضية هيبن . أوّلها كان موقع مونت فيرمنت في جنوب تشيلي . و بعدها راحت تظهر المواقع بالتتالي ! فانهارت الفرضية القديمة و ظهرت الحقيقة !

لو أن المنطق الذي يحكمنا هو أكثر انفتاحاً و ذات أفق أرحب و أوسع ، لو أن القائمين على المؤسسات العلمية العالمية هم أكثر شرفاً و إنسانية من ما هم عليه اليوم ، لو أن أصوات المئات من الخبراء الشرفاء وجدت طريقها إلى الشعوب ، لتخبرهم عن ما توصلوا إليه من اكتشافات و استنتاجات .... لربما عرفنا الحقيقة منذ زمن طويل ... بكل أبعادها ....!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mumbuzia
عضو جميل
عضو جميل
mumbuzia


عدد المساهمات : 182
نقاط : 16618
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
العمر : 35

العقل الكوني... Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقل الكوني...   العقل الكوني... Emptyالأحد أغسطس 30, 2009 10:22 am

رسومات نازكا

رسومات نازكا ، في صحراء البيرو الجنوبية ، تعتبر إحدى ألغاز العالم القديم و التي حيرت علماء الآثار . العشرات من الأشكال الهندسية التي تمثل رسومات لكائنات و أشكال مختلفة يبلغ طول كل منها المئات من الأمتار . تم تشكيل هذه الرسومات بواسطة شقّ دروب ترابية في أرض صحراوية تغطيها الحجارة . لا يمكن رؤية تلك الرسومات إلا إذا كان الشخص محلّقاً في السماء !. و هذا هو السبب الذي جعل اكتشافها مستحيلاً قبل أن بدأت الطائرات تمرّ من تلك المنطقة في بدايات القرن العشرين .




العقل الكوني... Nasca2tq8

هكذا تبدو من الارض



العقل الكوني... 56836mv2

العقل الكوني... 457



العقل الكوني... Nascaaranacq1


و هكذا تبدو من السماء ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العقل الكوني...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العدم الكوني ..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى العدميين العرب :: العلوم الطبيعية و الميتافيزيقيا-
انتقل الى: