ابحثوا معى عن ٤ أبطال
بقلم سليمان جودة ٧/ ٩/ ٢٠٠٩
الألمان مشغولون هذه الأيام بنتائج استطلاع جرى بينهم عن الشخص الذى يراه الألمانى بطلاً فى الوقت الحالى، وليس فى أى وقت آخر، فالذين خططوا لاستطلاع من هذا النوع قصدوا أن يعيشوا مع الشعب الألمانى فى الحاضر، لا أن يرتدوا به إلى الماضى، وسألوا عينة مختارة من أفراد الشعب عن «الأبطال الأحياء»، تحديداً فى نظرهم، لا الذين ماتوا وصاروا فى ذمة التاريخ!
وقد كانت النتيجة مدهشة، لأن البطل الأول تبين أنه المستشار هيلموت شميث، الذى احتفل فى سبتمبر الماضى بعيد ميلاده التسعين، وحين سألوه، وقتها، عن الشخص الذى يفتقده، بكى وسالت دموعه على الشاشة، ثم قال ما معناه إنه، مع العالم كله، يفتقد رجلاً اسمه أنور السادات، وراح يعدد، على مرأى من الدنيا، عدة أشياء كان قد تعلمها من البطل المصرى العظيم الذى لا كرامة له فى وطنه!
وكان البطل الثانى، فى نظر الألمان، هو «شوماخر» بطل سباقات السيارات الشهير، الذى كانت قلوب الملايين، على امتداد العالم، تدق معه بقوة، فى كل سباق كان يخوضه، ثم يكسبه بالضرورة!
ثم كان هيلموت كول، هو البطل الحى الثالث، وهو رجل يذكر له الألمان، إلى الآن، أنه هو الذى أعاد توحيد ألمانيا الشرقية، مع الغربية، وساهم بشكل أساسى فى صناعة ألمانيا المعاصرة، بصورتها الحالية!
ثم كان هناك إجماع على أن البطل الرابع هو «بيكنباور» أسطورة الكرة الذى لا مثيل له فى الملاعب!
فالأبطال الأحياء عند الألمان أربعة: اثنان سياسيان، واثنان رياضيان، وكأنها تقسيمة اتفقوا عليها دون قصد!
ولابد أن الواحد منا، حين يكون فى ألمانيا مثلى، ثم يرى أصداء هذا الاستطلاع، فلابد أن يعود بذاكرته إلى وطنه وراءه، ويتساءل عن «الأبطال الأحياء» فى نظرنا نحن المصريين، وعما إذا كان استطلاع كهذا، إذا جرى بيننا فى عام ٢٠٠٩، يمكن أن يفرز أربعة رجال من هذه النوعية، بحيث يرى المصريون فيهم، أنهم أبطال حقاً لا كلاماً، أم أن المصرى الذى سوف يتعرض للاستطلاع وأسئلته سوف يظل يفتش فى ذاكرته، لعله يجد بطلاً حياً يعيش معه، فلا يجد!
من ناحيتى، لا أريد أن أصادر على إجابة هذا السؤال لدى كل قارئ، ولكننى أستطيع أن أخمن واحداً من الأربعة عندنا، هو «أبوتريكة» على اعتبار أنه سوف يتوازى عندنا، مع «بيكنباور» عندهم.. ولكن المهم، والحال كذلك، ليس هو أبوتريكة، فهذا الشاب سوف يكون حوله اتفاق تقريباً، وإنما الأهم أن نتعرف على أسماء ثلاثة آخرين، يرى المصريون، بموضوعية، وصدق، وأمانة، أنهم أبطال أحياء يعيشون بينهم!
بصراحة: مَنْ هم الأبطال المصريون الثلاثة الآخرون الأحياء، فى نظرك، إذا كان أبوتريكة، سوف يكون محل اتفاق، وإذا كان كل بطل هناك قد صنع بطولته بيديه، من خلال عمل حقيقى، وليس زائفاً، فماذا صنع أبطالنا الثلاثة المفترضون؟!
الرئيسية 
