منتدى العدميين العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى العدميين العرب

منتدى فلسفي حواري ذو توجه عدمي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الخدعة الكبرى ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mumbuzia
عضو جميل
عضو جميل
mumbuzia


عدد المساهمات : 182
نقاط : 16612
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
العمر : 35

الخدعة الكبرى .. Empty
مُساهمةموضوع: الخدعة الكبرى ..   الخدعة الكبرى .. Emptyالأحد سبتمبر 06, 2009 12:20 pm

الخدعة الكبرى

بقلم ياسر عبدالعزيز ٦/ ٩/ ٢٠٠٩

منذ انتهت الحملة العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة فى شهر يناير الماضى، حدث تغير لافت فى دينامية الصراع العربى- الإسرائيلى؛ فقد خفتت بدرجة ملحوظة الأصوات التى تستهدف إسرائيل، وانصبت الأفعال والأحاديث والمبادرات على التشاحنات والصراعات العربية والفلسطينية الداخلية؛ إما بغرض تأجيجها وتطويرها أو بهدف احتوائها فى أفضل الأحوال.

لا أعرف كيف أمكن لبعض السياسيين وكثير من المحللين والمثقفين العرب اعتبار أن "حماس" خرجت منتصرة من معركة غزة الأخيرة، لكننى أعرف أن إسرائيل حسَّنت أوضاعها وشروطها فى الصراع والتفاوض إلى حد كبير منذ انتهاء تلك المعركة المروعة.

كانت إسرائيل ساعدت على تكريس الشعور بأن عدوانها على لبنان فى يوليو ٢٠٠٦ أسفر عن هزيمتها، وكان "حزب الله" وبعض مؤيديه والكثير من المواطنين العرب المخلصين وحسنى النوايا قد روّجوا لفكرة "النصر الإلهى"، الذى تحقق على العدو الغاشم رغم الخسائر الفادحة وآلاف الضحايا.

راحت "حماس" وقبلها "حزب الله" يحتفلان بتحقيق "النصر"، الذى لم ينعكس فى صورة مكاسب سياسية ملموسة على الأرض، سواء فى الملف اللبنانى أو القضية الفلسطينية، فى إطار الصراع المحتدم منذ أكثر من ستة عقود فى المنطقة، فيما اكتفت إسرائيل بتشكيل لجان التحقيق لتقصى ما حصل فى المعركتين، ولوم القادة ومعاقبة "المقصرين" وحصد العائدات الكبيرة دون تعليق رايات النصر أو استفزاز الآخرين بمزاعم القوة الواهية.

جاء أوباما بأجندة أكثر إيجابية واقتراباً من المطالب العربية والإسلامية وبلغة أكثر لطفاً وتفهماً لقضايا الفلسطينيين تحديداً مقارنة بسلفه بوش الابن؛ فأكد على "خيار الدولتين"، وهاجم الاستيطان وطالب بتجميده؛ الأمر الذى عزز صورته فى العالم والمنطقة بشكل كبير، وخلق له عداوات وخفّض شعبيته فى إسرائيل بصورة قياسية، ومع ذلك فقد جاءت الاستجابة الإسرائيلية لمقاربته فى غاية الضعف والسلبية.

لا يوجد فى الصف العربى ما يخلق الذرائع اللازمة لاعتبار ما حدث فى يوليو ٢٠٠٦ وديسمبر ويناير الماضيين بمنزلة نصر من أى نوع؛ إذ انخفضت أسقف المطالبات العربية، وانحرف العالم عن المطالب العربية الحقيقية الملحة، وغرقت المنطقة بسياسييها ومفكريها وإعلامها فى متابعة محاولات رأب الصدوع الداخلية وترميم الشروخ التى نجمت عن الحربين.

حين تنتصر الأمم أو الدول أو حتى الميليشيات، فإن ذلك النصر ينعكس أولاً على متانة أوضاعها الداخلية، ويحسن علاقاتها بحلفائها، ويعزز مكانتها مقابل الشركاء، ويعمق هيبتها فى مواجهة أعدائها، وهى أمور لم تحصل عليها سوى إسرائيل فى أعقاب المعركتين الأخيرتين.

أوضاع الحكومة الإسرائيلية اليمينية تتثبت، ورغم أنها جاءت إثر منافسة صعبة مع خصم أقل يمينية وأكثر ميلاً إلى الاعتدال؛ فإنها استطاعت أن تكرس سلطتها، وتبقى على تحالفها مع العنصر اليسارى وتدمجه فى خياراتها.

أوباما لم يستطع أن يطور ضغوطه على الدولة العبرية، وكذلك هى لم تنزعج أو ترتبك فى مواجهة اقترابه الجديد، فلم توافق على تجميد الاستيطان، وراوغت حول "خيار الدولتين"، وتشبثت بالإلحاح على "تحقيق الأمن".

فى الأسبوع الماضى، كانت أبرز الأخبار بخصوص القضية الفلسطينية تتعلق بأن "الإمارات أبعدت فلسطينيين من قطاع غزة من أراضيها"، وأن "جماعة جند أنصار الجهاد والسنة تستهدف موقعين لحركة حماس"، وأن "الأردن ثبّت سجن معتقلين بتهمة التجسس لصالح حماس"، وأن "هنية يحذر من انتخابات فلسطينية بقرار أحادى"، وأن "مشعل يصل القاهرة لبحث قضايا الحوار الفلسطينى". وكان أهم استطلاع للرأى يدور حول السؤال: "أيهما أولى للخروج من الأزمة الداخلية الفلسطينية: إنهاء الانقسام ثم إجراء الانتخابات، أم إجراء الانتخابات ثم إنهاء الانقسام؟".

أما أبرز حوار، فقد أجرته "المصرى اليوم" مع نبيل عمرو السفير الفلسطينى فى القاهرة والمستشار الإعلامى السابق للرئيس محمود عباس، وهو الحوار الذى نُشر أمس الأول على نحو نصف الصفحة، دون أن يحتوى نقداً أو استهدافاً من أى نوع لإسرائيل وسياساتها.

فى الحوار لم ترد كلمة إسرائيل سوى مرة واحدة فى معرض محايد ودون أى نقد، لكن النقد كله انصب على حركة "حماس" المسؤولة عن "تدمير وحدة الوطن"، وعلى بعض السلوكيات "الديكتاتورية" لعباس "الذى يتحمل مسؤولية كبيرة عن سلامة الأداء من عدمه باعتباره الرجل رقم واحد"، فيما كان السؤال المطروح على قيادة "فتح" فى الوقت الراهن من وجهة نظر نبيل عمرو هو: "كيف نستعيد غزة؟".

لكن أبرز مقال نُشر فى الأسبوع نفسه عن القضية الفلسطينية والصراع العربى- الإسرائيلى، كتبه "جى بخور" فى "يديعوت أحرونوت" الخميس الماضى، بعنوان "أعداؤنا العرب يحموننا".

قال بخور إن تل أبيب يجب أن تشعر بكثير من الارتياح لأن "حماس تسيطر على غزة وتمنع استهداف إسرائيل منها، وكذلك يفعل حزب الله فى جنوب لبنان، والأردن ومصر على خط الحدود مع الدولة العبرية، وهو ما تقوم به أيضاً سوريا فى الجولان حيث تمنع أى أعمال عدائية ضدنا".

أكبر خدعة يمكن أن ينخدع بها سياسى أو محارب أن يظن نفسه منتصراً فيما هو مهزوم، وأنكى أثر للعدوان على أمة يتمثل فى حرفها عن هدفها الحقيقى وانكبابها على محاربة ذاتها وصيانة أمن أعدائها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الخدعة الكبرى ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى العدميين العرب :: مقالات و ترجمات-
انتقل الى: