منتدى العدميين العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى العدميين العرب

منتدى فلسفي حواري ذو توجه عدمي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 معارك فكرية .. أدب الساندوتش ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mumbuzia
عضو جميل
عضو جميل
mumbuzia


عدد المساهمات : 182
نقاط : 16612
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
العمر : 35

معارك فكرية .. أدب الساندوتش .. Empty
مُساهمةموضوع: معارك فكرية .. أدب الساندوتش ..   معارك فكرية .. أدب الساندوتش .. Emptyالسبت سبتمبر 05, 2009 7:45 am

معارك فكرية .. أدب الساندوتش



أدب «الساندوتش» هو العنوان الطريف بين عناوين المعارك الفكرية، وإذا ما أردنا اختيار مرادف عصرى له سنقول «أدب التيك أواى»، أما هذه المعركة فكان أطرافها أقطاب ثلاثة من الرواد فى مساجلة هادئة حول الأدب فى طور من أطوار تحوله عندما انتشرت ظاهرة الأدب السريع «الصحفى» الذى لا يلقى بالاً بأصول اللغة وجمالياتها، أما الأقطاب الثلاثة فى هذه المعركة فكانوا «الزيات والمازنى والعقاد»

وكانت المعركة أشبه بوقفة أو صيحة محذرة من انتهاك اللغة وقواعدها والاستخفاف بها واعتبارها من الكماليات، وقد بدأت هذه المعركة بمقال لأحمد حسن الزيات، وما لبث أن دخل الحلبة المازنى ومن بعده العقاد، وبالطبع انطلق الزيات مهاجماً تلك النزعة الشبابية الطارئة فى أعقاب الحرب العالمية الثانية، وأغوت بعضاً من الكتاب الصحفيين الكبار، ووصف الزيات كتابات الساندوتش بأنها تافهة وفاسدة وكأنها جنين سقط قبل الاكتمال، أما المازنى فقد رد قائلاً إنه من الستة أو السبعة الذين اتهمهم الزيات بمجاراة هذه الموجة.

فوقف العقاد فى خندق الزيات ووصف هذا الأدب «أدب الساندوتش» بأنه أدب الفاقة والعجلة وقال إن مثل هذه الظواهر العابرة كانت موجودة فى كل عصر، ويبقى حراس اللغة وحفظة الأدب، ولقد دارت هذه المعركة بدءا من يونيو عام ١٩٣٢ بمقال الزيات.

العقاد: رخيص

أدب الساندويتش هو أدب الفاقة والعجلة وأدب المائدة واليسار والوقار كما سماها الكاتب البليغ الأستاذ الزيات وأصاب فى التسمية لأنها تسمية ووصف وتعليل فى وقت واحد.

وقد ختم الأستاذ مقاله سائلا: ليت شعرى إذا خلت أمكنة هؤلاء النفر - أدباء الكهول - الذين نبغوا بالاستعداد والاجتهاد كيف يكون حال الأدب الرفيع فى مصر؟

قبل ربع قرن من الزمان كان أناس غير قليلين يسألون كما يسأل الأستاذ الزيات اليوم: ترى من يرفع لواء الأدب بعد أعلامه البارزين فى هذه الآونة؟ ترى هل ينطوى اللواء بعدهم أو تهيئ لهم الأيام أكفاء تنشره كما نشروه وتعزه كما أعزوه؟

أولئك الستون أو السبعون لأن الزمان قد نسيهم وعفا على أسمائهم وآثارهم ولكنهم كانوا فى أيامهم يحجبون ويشبهون الشخوص على الأنظار ويبعثون اليأس ويثبطون الرجاء.

وفى العالم كله نوازع شتى تنزع بالناس الآن إلى الأدب الرخيص أو أدب الساندويتش أو أدب الفاقة والعجلة. تلك النوازع من بلاد العالم كله على اختلاف النظم الاجتماعية خليقة أن تنصر أدب الفاقة والعجلة وتنحى على أدب اليسار والوقار ولكننا نرجع إلى العصور الغابرة فلا يصادفنا عصر منها إلا كانت فيه نوازع كهذه النوازع فى نصرة الأدب المبذول وخذلان الأدب الكريم العزيز، أما فى مصر، فأدب الجد والأمانة والرصانة والترفع عن القشور إنما يقوم على كواهل أصحابه ولا يقوم على كواهل القراء، وكل ما نملك من عزاء أن الجد والهزل فى هذا الباب يتساويان، فليس بييننا كاتب هازل يعيش بهزله وليس بيننا كاتب جاد يعيش بجده.

ولم يكن اسم واحد من الأسماء الستة أو السبعة الذين أشار إليهم الأستاذ الزيات معروفاً تلك المعرفة التى تغنى عن إجابة السؤال وربما كانا مجهولين كل الجهل فى غير مجال الأصحاب أو مجال المتطلعين المتسمعين إلى أبعد الأصداء فإذا سألنا فى معرفة الجيلين مثل هذا السؤال ورأينا البوادر تملى علينا مثل ذلك الجواب فليس من اللازم أن تصدق البوادر وأن ينقضى خمس وعشرون سنة أخرى دون أن يخلف السابقين عوض من اللاحقين وإنا لنذكر اليوم الستة أو السبعة القائمين بأمانة الأدب وننسى الستين أو السبعين الذين كانوا يهزلون، كما يهزل البعض الناشئون فى أيامنا.

ويتبلغون بالقليل من زاد الاطلاع كما يتبلغ أدباء الساندويتش بيننا لسينا.

الزيات: تافه

أريد الأدب الذى تتأدبه ناشئة اليوم: والثقافة الأدبية اليوم لا تختلف فى سرعتها وتفاهتها وفسادها عن هذا النوع الجديد من الأكل، فهى نتاف من الكتب ولقفات من الصحف وخطفات من الأحاديث ومطالعات فى القهوة أو الترام، يلفظ الكلام فيها النظر الخاطف، كما يلفظ الحب الطائر الفزع ثم نتاج مختصر معتسر كجنين الحامل أسقطته قبل التمام، وصراخ مزعج فى أدنى هذا السقط ليستهل وهو مضغة من اللحم المسيخ لا تشعر ولا تنبض.

يقول أنصار الساندوتش فى الأدب: إن قواعد اللغة قيود لا توافق حرية العصر، وأساليب البلاغة عوائق لا تجارى قراءة السرعة وبدائع الفن شواغل لا تساعد وفرة الإنتاج. والحق الصريح أن آكلى السندوتش أعجلتهم محافز العمل ومشاغل الرزق عن النعيم الآمن والجمام الخصب والبيت المطمئن فجعلوا صعلكة المطاعم نظاما وفلسفة.

أثار هذا الموضوع فى ذهنى طائفة من الرسائل النقدية تلقيتها من أقطار العربية تستنكر بعض ما تظهر المطابع المصرية من لغو الكهول وعبث الشباب وتشدد النكير على بعض الأحاديث الأدبية التى تبثها الإذاعة اللاسلكية، والواقع الأليم أن الذين درسوا لغتهم وفقهوها من الأدباء النابهين نفر قليل. فإذا استثنيت هؤلاء الستة أو السبعة وهم من الكهول الراحلين وجدت طبقة الأدباء كطبقات الصناع والزراع والتجار يأخذون الأمور بالتقليد والمحاكاة بالدروس والمعاناة.

وكما تجد من هؤلاء من ينشئ المتجر ثم يكله إلى أجنبى ينظمه ويرتبه تجد فى أولئك من يؤلف الكتاب ثم يدفعه إلى نحوى يعربه ويهذبه.

المازنى: ضرورة

نفى صديقى الأستاذ الزيات - صاحب الرسالة - على أدباء هذا الجيل الجديد جهلهم بلغتهم وتقصيرهم فى تحصيل آدابها.

وهذا صحيح.. وأحسبنى من الستة أو السبعة الذين أشار إليهم الأستاذ وإنى لمن الكهول فقد جاوزت الأربعين وقاربت الخمسين.

عرفنا القراءة والاطلاع ونحن تلاميذ فى المدارس الثانوية «وبعد أن تحدث المازنى عن جهده فى صرف كل مليم على شراء الكتب» قال: ومن العناء الذى تكلفته أنى اشتريت الأغانى الذى طبعه «الساسى» اشتريته ورقا على عادتى فكنت أراجع الأبيات التى ترد فيه، فى دواوين الشعراء أو كتب الأدب الأخرى، فأصلحها أو أتمم القصيدة - أنسخ ذلك فى ورقة وألصقها فى الكتاب، وكلما فرغت من جزء جلدته وقد أصبح ضعف ما كان، وهذا هو الكتاب الوحيد الذى بعته بأضعاف ثمنه فقد اشتريته بمائة قرش وخمسة قروش، فلما بعت مكتبتى عام ١٩١٧ أو ١٩١٨، لا أذكر، ابتاعه منى وراق بخمسين وسبعمائة قرش، وقد ندمت على بيعه فما أستطيع اليوم أن أصنع الآن ما صنعته قديماً.

وأنا مع ذلك أقل الثلاثة - العقاد وشكرى - اطلاعا وصبرا على التحصيل، وأدع للقارئ أن يتصور مبلغ شرههما العقلى، ولا خوف من المبالغة هنا، فإن كل ظنى دون الحقيقة التى أعرفها عنهما، وأنا أجتر كالخروف ولكنهما يقضمان قضم الأسود ويهضمان كالنعامة، فليتنى مثلهما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
معارك فكرية .. أدب الساندوتش ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» معارك فكرية .. أدب الحب ..
» معارك فكرية .. الفن ..
» معارك فكرية الادب ..
» معارك فكرية .. القومية ..
» معارك فكرية .. النقد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى العدميين العرب :: الشعر و الفن و الادب-
انتقل الى: