أفلاس اليبرالية...

الرأسمالية ام اليبرالية؟...وما الفرق.....؟؟؟

لا فرق حقا ألا في امكانية التمويه,فاليبرالية مدرسة فكرية سياسية هي الأخطر في التاريخ البشري,في حين ان الرأسمالية هي نظامها الأقتصادي,هي الأخطر لأنها قامت بالترويج للنطام الرأسمالي في الغرب تحديدا وأقتصاره على الغرب ليظل هو السابق وبالتالي المهيمن على العالم. هي الأساس أذن وراء المركزانية الأوربية والعنصرية البيضاء والفارنكوفونية والأنجلو ساكسون والنازية والفاشية وحتى الطبعات الجديدة مثل اليهو_سيحية والتليفيجينتس واليمين الجديد والمحافظون الجدد في الولايات المتحدة...الخ وهي نفسها المدرسة التي اخترقت مثقفين عرب واستخدموها كمظلة يغطون بها انفسهم زاعمين أنهم ليبراليين,وهم في الحقيقة في خدمة النظام الأقتصادي العالمي.

أن تكون ليبرالي يعني أن تفهم الحياة والحرية والديموقراطية كما هي في الغرب الرأسمالي وكما هي للغرب الرأسمالي.ومن هنا التشوه المريع,هذا يعني التجاوز عن أدراك أن هذه المدرسة نبتت وصيغت وطورت في الغرب الرأسمالي وللغرب الرأسمالي وحين تنتسب لها وانت من العالم الثالث فأنت (مع الأعتذار) مرشح عميل ثقافي.حين تتغاظى عن هذا ولا تدركه فأنت تخدم وتتكيف مع نظرية الأستفطاب وبالطبع تطبيقاتها وتجلياتها على الأرض وهذا الأخطر.

منذ عقود الستينات والسبعينات من القرن العشرين بالتحديد,أن تكون ليبرالي يعني ان تكون مضادا لمعسكر الثورة,ان تكون مضادا للماركسية عندما كان العالم يعيش أنتصارات الصين وفيتنام وكمبوديا ولاحقا نيكراجوا,وعندما كان يعيش العرب الناصرية وأنتصارات الجزائر وتحرير عدن.ومن هنا حطورة هذه المدرسة بالمحيط,اما اليوم فقد حلت اليبرالية الجديدة محل اليبرالية الكلاسيكية,وأقتصاديا اليبرالية الجديدة محل الكينزية,تماما كما حل المحافظون الجدد محل المحافظين الفدامى,اي غدت اليبرالية فاشية بوضوح.
.....يتيع

عبر هذه المدرسة المدرسة التي انتظم فيها مثقفون عرب(حقيقين واشباه مثقفين) وأخلصوا لها,وانتقلوا بالتالي من أصولهم الثقافية والهوياتية ليصبحوا ليبراليين امريكين.وبسبب من هذا اصبحوا منظرين ودعاة للثقافة الرأسمالية الغربية بما تعنيه من:...
1_القبول بالرأسمالية كحل لاشكالية النمو في العالم وهي ليست حلا وانما هيمنة رأس مال بمضمون فاشي.
2_القبول بالكيان الصهيوني كمحتل لفلسطين ومهيمن على الوطن العربي,او على الأقل كجزء من الطرف المهيمن اي اندماج الكيان في الوطن العربي اندماج مهيمن.
3_قبول الفهم والموقف الغربي من الأسلام.
...............
لليبرالية السياسية جوهر اساسي هو رأس المال ,فهل الرأسمالية حل لمشاكل البشرية وحل للثقافة والهوية العربيتين؟هل اللحاق ممكن في ظل الأستقطاب ؟ وهل اللحاق ممكن عن طريق التكييف واعادة التصحيح الهيكلي لهياكل اقتصادية تابعة ,ريعية,غير منتجة ومعتمدة على الاجنبي في اعادة الانتاج؟هي مفلسة نخبوية وعدوانية ولا انسانية!

وفوق هذا وذاك فأن اليبرالية ليست معنية بالمسألة القومية ..بالهوية القومية بالوحدة العربية بالتحديد,وبناء على ذالك فهي لن تكون معنية بالتنمية .فالتنمية تتطلب واقعا عربيا شاملا وموحدا,بهذا المستوى أو ذاك.اليبرالية تنسجم مع القطرية وتنحصر فيها ,علما بأن فرص التنمية حتى الرأسمالية في ظل القطرية محتجزة ,ليس فقط لضعف امكانيات كل قطر على حدة,بل ايضا لأن كل قطر يكمل الأخر.وطالما تنسجم اليبرالية مع الرأسمالية, أو هي الرأسمالية في جانبها ومكونها السياسي,فأنها تحرر نفسها من الهوية العربية مما يفقدها المناعة في مواحهة هويات مفروضة مثل:الهوية الشرق اوسطية او(المتوسطية),وهويات تجزيئة أخرى من طراز الهلال الخصيب ,او وادي و المغرب العربي..شمال افريقيا..الخ...وهذا ما يحعل اليبرالية طبعة جديدة للتبعية.
يتبع...

متابع ...

يجيز اليبراليين (المتخارجين)لأنفسهم الحديث عن مصير الناس وبأسمهم دون استشارة او تفويض او انتخاب من الناس انفسهم ,,,ثم ربطهم الارهاب بالاسلام وشجب المقاومة والعمليات الاستشهادية...وان الناس اغبياء...وبحاجة الى تنويراتهم....الخ...ويدعون في الوقت نفسه أنهم ديموقراطيون ليبراليون ,ودعاة حرية مجتمعية وحقوق مجتمعية ,,ولذا ينتسبون الى المنظمات المسماة منظمات المجتمع المدني وحقوق الأنسان..فأذا بهم يعتاشون من وظائفهم وخدماتهم البحثية لهذه المنظمات التي تمثل في الحقيقة أجندة اجنبية وتحديدا اجندة من يمولوها! اذن بأسم الديموقراطية وحقوق الأنسان يسلك هؤلاء سلوكا قمعيا لا يختلف في نتائجه عن القمع البوليسي والعسكري المباشر ,يغتصبون الحديث تمثيل او الحديث باسم الناس دون توكيل أو انتخاب .ان هذا سلوك قمعي تسلطي اكثر خطورة ,(لأنه مغلف جدا) من السلوك الفظ للأنظمة الطغيانية والمستبدة والشمولية.يقوم هؤلاء بهذا لأن غرورهم بكونهم حملة شهادات أو لديهم القدرة على مناقشة الأفكار بالأفكار,يسمح لهم بأزدراء الأخرين(الشعب)وتجاهلهم!

على ان هناك سببا اخر يجيز به هؤلاء لأنفسهم بموجبه ادارة الظهر للشعب والوطن والأمعان في خدمة والأرتباط بالأجنبي وتنفيذ أجندته.انه خليط من الطرافة والتفاهة وتعقيد نفسي وحب للذات وحب انتقام,وتخارج عن الجماعة وقرار بالعيش على حسابها..نعم فيه كل هذه المخاليط معا..

...يتبع

يلعب اليبراليون دورا(بوعي,ابو بغير وعي) في تحقيق ما تريده الرأسمالية من تفريغ المحيط وخاصة الشرق ,من روحه وتاريخه ,وتجريعه جرعات مشوهة من ثقافة رأس المال .مثلا تعيمق ثقافة الأستهلاك وليس الأنتاج ,تعميق ثقافة التقليد والثرثرة الفكرية والحديث والنقل الأعمى والحفظ عن المدارس الثقافية الأوربية والغربية عامة ,وليس توليد مدارس من بلدان المحيط نفسها ,وحصر الابداع في متابعة الخطاب الغربي وليس ابداع خطاب مستلهم من روح وتاريخ الشرق.

كما ان محاولات تسويق افكارهم واطروحات(المجتمع المدني) حتى بالفهوم البرجوازي المتداول في الغرب ..هي ليست سوى لعب في الوقت الضائع ,ومحاولة للترزق من الغرب ومؤسساته على حساب الشعوب الاي يستميتون في تبيين تخلفها لكي يبرروا لانفسم...
الرأسمالية في المركز منتجة وعاملة وتحرك السوق وتتواصل مع السوق الاجنبي ايجابا (بالتصدير)وليس سلبا في (الاستيراد)او على الاقل يتفوق نشاطها التصديري على طلبها من الواردات..ان تحقيق درجة ملموسة من مأسسة المجتمع المدني مسألة مرتبطة بالضرورة بمجتمع متقدم منتج له طاقة انتاجية وتشغيلية وسوقه غير المنكمشة ,بل وحتى الممتدة الى الخارج .كما ان الاستقرار المادي يفسح مجالا لديموقراطية سياسية لاوسع عدد ممكن من الطبقات .كلنا يعرف ان الثورة الصناعية الرأسمالية سبقت دوما وجود وتوسيع حق الانتخاب في دول المركز الراسمالي .ولم تتمتع الطبقات الشعبية ,والمرأة بالطبع بحق الأنتخاب الا عندما اصبحت هذه الدول راسماليات امبريالية.لقد حصر حق الانتخاب فما بالك بالترشيح فيما يملكون.؟!
في محيط النظام العالمي يختلف المشهد فالرأسمالية هناك تابعة,خدماتية وكلاتية استيرادية استهلاكية.وهذا اساس ارتباطها بالاجنبي, وحتى السوق التي تقيمها فهي سوق عرجاء ,سوق تتلقى تتلقى المنتجات الاجنبية وليس المحلية .اي سوق مشوهة تعرض منتجات اجنبية لمستهلك محلي ولا تصدر منتجات محلية لسوق اجنبي .
عن اي ليبرالية يتحدثون؟!

...يرى البعض ان الحل كامن في أعادة التجربة اليبرالية في الوطن العربي معتمدين على ان فشل التجربة اليبرالية السابقة (قبل حقبة المد القومي والانقلابات العسكرية) كان بسبب وجود القوات الأجنبية التي تسببت في فشل هذه التجربة .ولكن السؤال هو,ما الذي يؤكد عدم تكرار هذا الفشل طالما ان القوات الاجنبية موجودة في بعض الأقطار وطالما ان الاستعمار نفسه لم يرحل حقا,لابل ان الاحتلال الامريكي يحصل الان علنا...

فما اليبرالية (المحيطية)وليبرالين المحيط..والدول العربية الا فرق تنادي بعودة الاستعمار...

وهل اليبرالية الراسمالية التي تدعي تجسيد وسواد انتصارويتها ويتوبيا نهاية التاريخ شيئا اخر غير الاستعمار.الم يصبح واضحا ان بوسع اليبرالية احتجاز تطور المحيط ..
بأساليب ابشع من الاحتلال المباشر ؟! اليست اليبرالية في ازمة داخل المركز الامبريالي نفسه؟؟؟؟؟وهي الازمة التي تدفع المركز نحو طرقين اما (الاشتراكية واما بربرية رأس المال) بعد هذا كله يرى البعض في اليبرالية طريق الخلاص.....!!!

ملاحظة(في الموضوع اقتباسات من كتابات الرائع د.عادل سمارة)

(تم تصوير نمط الحياة الغربي اليبرالي وكأنه جنة الفردوس.....وهو نمط الحياة الأستهلاكي الذي دمر الأنسان)
ويكون لنا عودة انا والزميل ممبوزيا للحديث عنه....

...

نحن الابناء المتوسطون للتاريخ ..الذين ربانا جهاز التلفزيون وقال لنا اننا سنصبح يوما مليونيرات ونجوم سينما ونجوم موسيقى روك,ولاكن هذا لم يحدث

والان نستوعب هذه الحقيقة..........

(الاعلانات)...جعلت هولاء القوم يطاردون السيارات والثياب التي لا يحتاجون اليها ...هناك اجيال ظلت تعمل في وظائف تكرهها فقط لتستطيع شراء اشياء لا تحتاج اليها............

تشاك بولانيك.....هو قائل هذه الجمل هو الذي عاش وتربى في الولايات المتحدة ...معقل اليبرالية العالمية....

......تاملوها قليلا.....

اجيال كاملة تخدم الطاولات و تضخ الوقود .. عبيد بياقات بيضاء ..

الحضارة حولتنا الي نسخ بنفس الشكل و المضمون !


في العالم الذي اراه ... انت تطارد الغزلان في غابة الوادي الواسعة .. حول اطلال احدي المراكز التجارية .. ترتدي ملابس جلدية ستدوم معك لبقية حياتك ..

و تتسلق التلال التي تغلف احد الابراج التجارية .. و تنظر لاسفل لتري كائنات صغيرة تطحن القمح .. و تفرد شرائح اللحم علي سيارات النقل التجارية .. علي طريق سريع ما مهجور .. تعافوا يا ابطال ..

(تشاك بولانيك)

ذاكرة كتب:

نحن الابناء المتوسطون للتاريخ ..الذين ربانا جهاز التلفزيون وقال لنا اننا سنصبح يوما مليونيرات ونجوم سينما ونجوم موسيقى روك,ولاكن هذا لم يحدث

والان نستوعب هذه الحقيقة..........

(الاعلانات)...جعلت هولاء القوم يطاردون السيارات والثياب التي لا يحتاجون اليها ...هناك اجيال ظلت تعمل في وظائف تكرهها فقط لتستطيع شراء اشياء لا تحتاج اليها............

تشاك بولانيك.....هو قائل هذه الجمل هو الذي عاش وتربى في الولايات المتحدة ...معقل اليبرالية العالمية....

......تاملوها قليلا.....

كل نظريه او فلسفه لها جوانب سلبيه , او ربما حقيقتها منقوصه في ذاتيها ,
و الليبراليه هي احد الأفكار التي تحتاج للتأمل في سلبياتها ,

تحياتي عزيزي . .. .