منتدى العدميين العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى العدميين العرب

منتدى فلسفي حواري ذو توجه عدمي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 التسوية ..

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
mumbuzia
عضو جميل
عضو جميل
mumbuzia


عدد المساهمات : 182
نقاط : 16618
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
العمر : 35

التسوية .. Empty
مُساهمةموضوع: التسوية ..   التسوية .. Emptyالجمعة أغسطس 28, 2009 6:00 am

د. سمير غطاس يكتب: ملف التسوية فى الشرق الأوسط .. سوريا أولاً.. التوريث والتسوية (١)

٢٨/ ٨/ ٢٠٠٩


بعد أن أغلقت مصر ومن بعدها الأردن ملفاتهما للتسوية السياسية مع إسرائيل، لم يعد هناك من يركض على مضمار هذه التسوية سوى الخيول السورية والفلسطينية التى أنهكها هذا الركض المضنى وراء المفاوضات السرية والعلنية والمباشرة وغير المباشرة ولكن من دون أن يصل أى منهما إلى حل أو تسوية يستعيد بها أراضيه الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلى منذ هزيمة ١٩٦٧ وحتى الآن.

كانت إسرائيل - كعادتها - قد استغلت انعدام التنسيق والتوافق بين المسارين السورى والفلسطينى لتلعب على التنافس القائم بينهما وتذهب بكل واحد منهما على حدة إلى مشارف خط النهاية فى المفاوضات ثم ترتد به من جديد إلى المربع الأول ونقطة الصفر فى هذه اللعبة التى تعود فتبدأ ولكن لا تنتهى أبدا.

كانت المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية هى التى تستأثر بالتغطية الإعلامية الواسعة، ولم تكن فى العادة تسلم من حملات الاتهام والتشكيك والتجريح، بينما أحيطت المفاوضات السورية – الإسرائيلية، بالمقابل، بأجواء من التكتم والسرية رغم أنها لم تنقطع تقريبا منذ أن بدأت أولى جولاتها سراً فى العاصمة الأمريكية واشنطن فى يونيو ١٩٩٤، وربما لهذا ينبغى إلقاء المزيد من الأضواء على أسرار وخبايا ملف هذه المفاوضات السورية – الإسرائيلية، لأنها مرشحة أكثر لأن تحتل الصدارة، ربما حتى على حساب المسار الفلسطينى، إذا ما جرى استئناف عملية التسوية العتيدة فى الشرق الأوسط..

كان ستة من رؤساء الوزارة فى إسرائيل قد تعاقبوا واحدا بعد الآخر على المشاركة فى المفاوضات التى جرت سرا مع سوريا، ابتداء بإسحق رابين ومرورا بشيمون بيريز وبنيامين نتنياهو ثم باراك وشارون ووصولاً إلى إيهود أولمرت الذى تميز، خلافا لأقرانة السابقين، بإخراج المفاوضات السورية – الإسرائيلية من الكواليس إلى النور ومن السر إلى العلانية.

ويبدو أنه لهذا السبب تزعزعت بعدها مكانة أولمرت واهتز كرسى الحكم من تحته، قبل أن يجرى القذف به إلى خارج مقر ملوك إسرائيل أو مكتب رئيس الوزراء الواقع فى ٣ شارع كابلان فى مدينة القدس.

وخلافاً للانطباع السائد فى الشارع العربى فإن عام ٢٠٠٨ الماضى شهد تطورات بالغة الأهمية والخطورة على مسار المفاوضات السورية – الإسرائيلية التى احتضن جولاتها الوسيط التركى، وقد وصلت الأمور فى هذه المفاوضات إلى الحد الذى دعا الرئيس السورى بشار الأسد إلى القول صراحة لصحيفة «لاريبوبيلكا» الإيطالية فى ١٨/٣/٢٠٠٩ إن سوريا وإسرائيل كانتا قريبتين كالشعرة من إبرام اتفاق سلام. وقد أكد الأسد الابن فى تصريحه هذا على ما كان أولمرت نفسه قد سبقه وقاله علناً فى ١٩/١٢/٢٠٠٨ فى المؤتمر السنوى لمعهد بحوث الأمن القومى هناك، أولمرت قال وقتها: إن اتفاق السلام مع سوريا هو أمر قابل للتحقق، وهناك إمكانية حقيقية وواقعية للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وسوريا قريبا جدا.

لكن يبدو أن هذه التصريحات الوردية جاءت متأخرة، وتعثرت مرة أخرى ولادة هذا الاتفاق العتيد ولم يخرج الجنين إلى النور رغم الحبل به منذ أكثر من ١٥سنة، لأن أولمرت نفسه كان على حافة الخروج من موقعه كرئيس لوزراء إسرائيل، فى الوقت الذى كان فيه الرئيس السورى يلح على ضرورة إشراك أمريكا فى عقد هذا الاتفاق بينما كان الرئيس بوش، غير المتحمس له، يستعد هو الآخر لمغادرة البيت الأبيض غير مأسوف عليه.

وهكذا ضاعت الفرصة التى قال الرئيس الأسد إنها كانت على بعد شعرة، وقد تكرر هذا السيناريو، على نحو مشابه، فى تجارب تفاوضية سورية – إسرائيلية سابقة، وبالنتيجة تبقى هضبة الجولان تحت الاحتلال الإسرائيلى لأكثر من أربعين عاما.

لقد كان صحيحا، ولايزال، القول بأنه ليست لإسرائيل مصلحة فى التوصل إلى اتفاق سلام مع سوريا تنزل بموجبه عن هضبة الجولان التى احتلتها عام ٦٧، لأنها تعتبرها زخراً استراتيجياً على المستوى الأمنى نظرا لطبيعتها الطبوغرافية المتحكمة من أعلى فى مناطق حيوية من إسرائيل، فضلا عن أهميتها القصوى كمصدر أساسى للمياه التى يتزايد الطلب عليها والحاجة الماسة لها.

وهذا الأمر يعنى بوضوح أن إسرائيل لن تنزل عن هضبة الجولان سوى فى حالتين: الحالة الأولى هى إجبارها على ذلك بالقوة، بالمعنى الشامل للقوة الذى هو أكثر اتساعا وشمولا من مفهومنا المحدود للقوة بمعناها العسكرى وحده، بينما يمكن أيضا استعادة هضبة الجولان فى إطار صفقة كبرى متوازنة قد تضطر إسرائيل لها إذا كانت ستضمن الحصول مقابلها على مرابح استراتيجية تعوضها النزول عن هضبة الجولان المحتل وتحفظ لها فى الوقت نفسه القدر الأكبر من شروط الأمن والأمان.

وكل هذا يبدو بديهيا ومفهوما، لكن ما هو غير مفهوم ولا مبرر له هو استمرار هذا التناقض الصارخ بين الخطاب السورى الثورجى الذى لا يمل من امتشاق شعارات المقاومة ويتهم الآخرين ويتهجم عليهم، بينما يسود الصمت المطبق والهدوء التام والشامل هضبة الجولان المحتلة منذ ١٩٧٤ وحتى الآن، وتمنع السلطات السورية بكل ما لديها من سطوة وقوة أى طرف كان من محاولة الاقتراب من الجولان المحتل والتفكير فى القيام بأى عمليات عسكرية أو غير عسكرية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلى هناك بما فى ذلك منع إلقاء الحجارة أو حتى التظاهر والمقاومة السلمية، وهذا المنع يسرى على الجميع بلا أى استثناء من الجيش العربى السورى نفسه إلى أى جماعة سورية أو أى جماعة أخرى من حلفاء سوريا المتواجدين على أراضيها أو إلى جوارها بما فى ذلك الحرس الثورى وفيلق القدس الإيرانى وحزب الله وحماس والجهاد وجماعة جبريل وأبوموسى وباقى الأبوات.

وربما لذلك تفاخر إسرائيل بأن جبهة الجولان المحتلة هى الأكثر هدوءاً وأمنا، وأن السلطات السورية سمحت العام الماضى بتصدير التفاح من إنتاج المستوطنات اليهودية فى الجولان عبر أراضيها، وإن كانت سوريا قد تقدمت بشكوى شديدة اللهجة للأمم المتحدة لأنها سمحت باستيراد نبيذ تنتجه نفس المستوطنات فى الجولان المحتلة.

وإذا بقيت سوريا تحافظ على منع الجميع من ممارسة الحق فى مقاومة الاحتلال، فإنه لم يعد أمامها سوى خيار التفاوض الذى يبدو أنه أحرز تقدما ملموسا فى نهاية العام الماضى بشهادة الرئيس بشار الأسد الذى أكد أن اتفاق سوريا مع إسرائيل كان على بعد شعرة وليس أكثر، وقد يكون هذا الأمر واحدا من الأسباب المهمة التى تدفع الإدارة الأمريكية الجديدة للرئيس أوباما للميل لما يسمى بخيار سوريا أولاً، وهناك العديد من المؤشرات التى تدعم هذا التوجه الأمريكى الجديد ليس آخرها قرار أوباما بإعادة السفير الأمريكى إلى دمشق، والتحسن الملحوظ والمطرد فى العلاقات السورية – السعودية التى تحمل المياه إلى نفس الطاحونة.


عدل سابقا من قبل mumbuzia في الجمعة أغسطس 28, 2009 6:01 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mumbuzia
عضو جميل
عضو جميل
mumbuzia


عدد المساهمات : 182
نقاط : 16618
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
العمر : 35

التسوية .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: التسوية ..   التسوية .. Emptyالجمعة أغسطس 28, 2009 6:00 am

والحقيقة أن تفضيل أوباما لخيار سوريا أولاً جاء منسجما مع تأثره القوى بتوصيات لجنة بيكر – هيملتون وخاصة البنود من ٨-١٧ التى أوصت بالانفتاح والحوار مع سوريا، فضلا عن تأثره بتقرير لريتشارد هاس أحد كبار الاستراتيجيين الأمريكيين الذى نشره فى الدورية الشهيرة «فورين آفيرز» ودعا فيه أوباما لاعتماد خيار سوريا أولاً. ويتطابق هذا الخيار مع المصلحة الأمريكية المباشرة، التى تميل أكثر له للأسباب التالية:

١- لأن صفقة سوريا أولاً ستشترط فصل أو عزل سوريا عن إيران، وهو مطلب إسرائيلى ويضعف موقف إيران فى حوارها مع أمريكا.

٢- لأن صفقة سوريا أولاً ستتضمن التزاما سوريا بإغلاق حدودها مع العراق ومنع تهريب الأفراد والأسلحة لتأمين الانسحاب الأمريكى ودعم استقرار الوضع الأمنى فى العراق.

٣- كما تسعى أمريكا من وراء صفقة سوريا أولاً إلى التزام سوريا بوقف إمداد حزب الله فى لبنان بالأسلحة.

٤- ومن شأن خيار سوريا أولاً أن يخفف أو يضعف الدعم الذى تقدمه للفصائل الفلسطينية المقيمة فى دمشق.

٥- ولأن خيار سوريا أولاً أقل صعوبة وتعقيدا من فلسطين أولاً، إذ لا توجد به قضايا أيديولوجية ودينية معقدة مثل ملفات القدس واللاجئين.

٦- ولأن الطرفين «السورى والإسرائيلى» أعلنا على لسان الأسد وأولمرت أنهما كانا على بعد شعرة من إبرام اتفاق سلام بينهما بما يعنى جاهزية الطرفين، مع بعض الحوافز والضغوط الأمريكية، لإتمام الصفقة. ويخطئ من يعتقد أن المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل التى احتضنتها تركيا فى ٢٠٠٨، كانت الأولى من نوعها فى هذا المجال، إذ يحتفظ الطرفان بسجل طويل من المفاوضات السرية التى رعتها أمريكا مباشرة.

كانت أمريكا افتتحت هذه المفاوضات السرية فيما بات يعرف باسم «قناة السفراء» التى جمعت فى ٢٩/٧/١٩٩٤ ايتمار رابينوفيتش السفير الإسرائيلى فى واشنطن بنظيره السورى وليد المعلم وزير الخارجية السورى الحالى الذى كان سفيرا لبلاده فى واشنطن آنذاك، وبعد شهور قليلة تطور الأمر وترقى إلى مفاوضات سرية بين رؤساء الأركان فى البلدين، وفى ٢١/١٢/١٩٩٤ رتبت واشنطن لقاء سريا بين إيهود باراك واللواء حكمت الشهابى، وأشرف الرئيس الأمريكى بيل كلينتون بنفسه على رعاية هذا اللقاء.

لكن الشروط التى طرحها باراك استفزت الرئيس السورى الراحل الأسد الأب الذى رفضها وأوقف هذه القناة لكنه أبقى على عمل قناة السفراء، وكلف كلينتون السفيرين: مارتن إيندك، الذى يعود الآن لتسلم نفس الملف، ودينس روس، برعاية هذه المفاوضات وقد توصل الطرفان بهذه الرعاية الأمريكية إلى مذكرة تفاهم، ما أسهم فى عودة الروح لقناة رؤساء الأركان، وفى ٢٦/٦/١٩٩٥ اجتمع اللواء الشهابى رئيس الأركان السورى باللواء آمنون شاحاك رئيس الأركان الإسرائيلى، وجرى هذا الاجتماع فى قاعدة بورت - ماكنير وتحت الإشراف المباشر لوزير الخارجية وارن كريستوفر، ونجحت أمريكا فى ذلك الوقت فى الحصول من رئيس الوزراء الإسرائيلى إسحق رابين على ما بات يسمى «وديعة رابين» التى تعهد فيها بالانسحاب الكامل من هضبة الجولان إذا ما لبت سوريا احتياجات إسرائيل الأمنية.

لكن إنهاء الصفقة تعطل بسبب الخلاف على الترتيبات الأمنية التى اشترطتها إسرائيل فى الاتفاق، ولكن بعد فترة من تعليق المفاوضات وصل فجأة إلى إسرائيل السفيران مارتن إيندك ودينس روس وأبلغا رابين باستعداد الرئيس الأسد لإنهاء الصفقة، لكن رابين طلب إرجاء الأمر إلى يناير ١٩٩٦، بعد أن يتمكن من الحصول على موافقة الكنيست على موازنة الدولة، لأنه - حسب القانون الإسرائيلى - تسقط الحكومة هناك إذا لم يصادق النواب على الميزانية، لكن رصاصات المتطرف اليمينى يجال عمير كانت أسبق، واغتالت رابين فى ٢٤/١١/١٩٩٥ بعد حملة تحريض يمينية متطرفة صورت رابين وهو يعتمر الكوفية الفلسطينية لياسر عرفات.

لكن ملف التسوية السورية – الإسرائيلية لم يدفن مع رابين، وعاد شيمون بيريز فاستأنفه مع سوريا فى يناير ١٩٩٦، لكنه - كعادته - مال أكثر للتوصل إلى اتفاقات اقتصادية مشتركة بين البلدين ما دفع سوريا إلى وقف المفاوضات معه، وبعد فوز نتنياهو على بيريز وترؤسه الحكومة هناك فى يونيو ١٩٩٦ اعتمدت إسرائيل تكتيكا مزدوجا، ففى ظل الخطاب السياسى المتشدد لنتنياهو استؤنفت الاتصالات السرية مع سوريا بواسطة صديق نتنياهو الملياردير الأمريكى رون لاودر وآخرين.

لكن الاتصالات أجهضت بسبب خسارة نتنياهو الانتخابات أمام باراك، الذى أعطى دفعة قوية جديدة للمفاوضات السرية باجتماعه فى واشنطن بوزير الخارجية السورى فاروق الشرع، وشعر كلينتون، الذى كان متلهفا على نيل جائزة نوبل للسلام، بأنه قريب من التوصل إلى اتفاق للتسوية بين سوريا وإسرائيل، ومن أجل حسم هذا الاتفاق رتب لقاء مع الرئيس الأسد الأب فى جنيف فى ٢٦/٣/٢٠٠٠.

لكن اللقاء فشل والصفقة تعطلت، بسبب ما سمته المصادر الإسرائيلية الربط مابين ملف التسوية مع إسرائيل وملف التوريث فى سوريا، بعد أن طلب الأسد الأب، الذى عانى من مرض عضال، دعماً أمريكيا لأول عملية توريث فى النظام الجمهورى العربى لنقل السلطة إلى ولى العهد الدكتور بشار، الذى كان قد حل مكان الوريث الأصلى شقيقه المرحوم بشار الذى قضى فى حادث أليم على طريق مطار دمشق وبعد وفاة الرئيس الأسد الأب جرى على عجل تعديل الدستور ليتناسب مع سن الوريث ووسط إجراءات غاية فى الشفافية والديمقراطية جرى تنصيب الرئيس الجديد بشار الأسد فى ١٠/٧/٢٠٠٠.

ونظرا لاهتمام الرئيس الجديد بقضايا أهم وأكبر من تحرير الجولان المحتل، تعاقبت السنوات التالية من دون تسجيل أى تقدم فى المفاوضات إلى أن عاودت عجلة المفاوضات دورانها من جديد فى العام الماضى ٢٠٠٨، والتى انتهت إلى الوقوف على بعد شعرة من الاتفاق على التسوية، حسب تصريحات زعيمى البلدين.

كان الطريق إلى استئناف المفاوضات السورية – الإسرائيلية فى تركيا العام الماضى قد مر بعدد من المحطات المهمة التى تستوجب التأمل والتحليل، ففى أكتوبر ٢٠٠٢ بلغ الصلف الإسرائيلى مداه حين قام الطيران الإسرائيلى الحربى بالتحليق فوق قصر الرئاسة السورى فى قلب دمشق، وعاد فكرر فعلتة ولكن بالتحليق فوق منزل الرئيس السورى فى مسقط رأسه، وفى يوليو ٢٠٠٦ شنت إسرائيل حربها العدوانية على لبنان والتزمت سوريا الصمت طوال فترة الحرب، لكن الرئيس السورى بشار الأسد فاجأ الجميع وألقى خطابا ناريا يوم ١٥/٨/٢٠٠٦ واتهم فية القادة العرب بأنهم «أنصاف رجال»، وبعد أقل من عام جدد الرئيس السورى لنفسه ولاية ثانية تنتهى فى ٢٠١٤ بعد إعلان وزارة الداخلية السورية فوزه فى الاستفتاء كمرشح وحيد للرئاسة بنسبة ٩٩%من أصوات الشعب السورى الشقيق.

ولكن هذا لم يكن كافيا لردع إسرائيل عن الاستمرار فى عربدتها، فقامت فى ٦/٩/٢٠٠٧ بقصف جوى لمنشأة فى العمق السورى فى دير الزور بدعوى أنها منشأة نووية، ولكن الرئيس السورى أدار ظهره تماما لخطابه الشهير بعد الحرب على لبنان وقال لـ«بى بى سى»: «إذا رددنا على إسرائيل عسكريا فسنعمل بحسب برنامج إسرائيل، لدينا وسائل أخرى خاصة كالرد السياسى»، ولم يتأخر رد الرئيس السورى كثيرا على العدوان الإسرائيلى فأعلن عن مشاركة سوريا فى اجتماع أنابوليس فى ٢٧/١١/٢٠٠٧، ومنع اجتماعا دعت إليه حماس فى دمشق للتنديد بمشاركة أبومازن فى أنابوليس نفسها، لكن حتى هذا الرد البليغ لم يردع إسرائيل عن عربدتها فقامت فى ١٢/٢/٢٠٠٨ باغتيال عماد مغنية فى قلب دمشق.

ثم انعقدت القمة العربية فى قلب دمشق نفسها فى ٢٩/٣/٢٠٠٨ وهاجم الرئيس بشار الأسد بقوة تعلق العرب بالمبادرة العربية للسلام، وبعد أقل من شهر واحد فقط كشف الرئيس الأسد الابن النقاب علناً فى ٢٤/٤/٢٠٠٨ عن المفاوضات التى تجريها سوريا وإسرائيل فى تركيا، وتحدث الأسد فى تصريحه هذا عن تسلمه رسالة من أولمرت عبر أردوغان تعهد فيها رئيس الوزراء الصهيونى بالالتزام بوديعة رابين، ولم يكن من قبيل المصادفة فى شىء أن تعلن الشرطة فى إسرائيل فى اليوم التالى عن مباشرة التحقيق مع أولمرت بشأن فضيحة فساد مالى داخلى وليس بسبب وديعة رابين.

ولكن أولمرت الذى أزيح عن رئاسة حزب كاديما وواصل كأى إوزة عرجاء رئاسته للحكومة أبدى مزيدا من الجلد على مواصلة المفاوضات مع سوريا حتى الأيام الأخيرة فى ولايته حتى أعلن الطرفان عن أنهما كانا على بعد شعرة واحدة فقط من تحقيق التسوية، كانت سوريا هى من طالب فى نهاية مفاوضاتها مع إسرائيل بضرورة الانتقال إلى المفاوضات المباشرة ولكنها اشترطت ضرورة مشاركة أمريكا فى رعاية هذه المفاوضات المباشرة، وعندما سأل الرئيس الأسد فى قناة الجزيرة (نعم فى قناة الجزيرة) يوم ١٤/٧/٢٠٠٨ عن تصوره للعلاقة المستقبلية مع إسرائيل بعد التسوية قال: «علاقات طبيعية مثل تلك التى تكون بين دولتين توجد سفارات وعلاقات واتفاقات»، وتشير كل التقديرات التى تتابع سير المفاوضات السورية – الإسرائيلية إلى أنها حبلى بجنين يشبه الخالق الناطق اتفاقية كامب ديفيد ولكن بتأخير لا يزيد على ٣٠ سنة فقط..

وكان بعض المعلقين فى إسرائيل غمزوا من قناة تركيا التى احتضنت المفاوضات الأخيرة بالإشارة إلى إقليم الإسكندرونة السورى الذى تنازلت عنه سوريا لتركيا ولم يمنعها ذلك من إقامة علاقات حميمة بينهما، وليس من المستبعد أن تعيد إسرائيل فى عهد نتنياهو تشغيل هذه الأسطوانة، كجزء من سياسته لصد رغبة أوباما فى إحياء خيار سوريا أولاً، ويبدو أن هذا ما حدث بالفعل مؤخرا عندما كشف النقاب فى إسرائيل عن الخطة التى حملها فردريك هوف مساعد جورج ميتشل عند زيارته الأخيرة لإسرائيل فى ١٥/٧، والتى حملت عنوان «رسم خريطة السلام بين سوريا وإسرائيل».

ولم يتأخر نتنياهو عن الرد بإعادة طرح قانون تحصين الجولان الذى يقضى بضرورة عرض أى اتفاق حول الانسحاب من الجولان على استفتاء شعبى لإقراره، وهو ما يضع أوباما نفسه وخطته «سوريا أولاً» محل حرج شديد، وربما لهذا يتوجب علينا أن نرفع هذا الحرج عن الرئيس أوباما، ونهون الأمر عليه فقد انتظرت الجولان أكثر من أربعين عاما تحت الاحتلال الإسرائيلى، وما دام ذلك لم يحرجنا للآن، فليس على الرئيس الصديق أوباما من حرج.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mumbuzia
عضو جميل
عضو جميل
mumbuzia


عدد المساهمات : 182
نقاط : 16618
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
العمر : 35

التسوية .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: التسوية ..   التسوية .. Emptyالسبت سبتمبر 05, 2009 10:40 am


ملفات التسوية فى الشرق الأوسط (٢) الفلسطينيون.. والفرص الضائعة ..


يحفظ الساسة فى إسرائيل عن ظهر قلب مقولة لابا ايبان أشهر من تولى وزارة الخارجية الإسرائيلية (٦٦- ١٩٧٣)، كان ايبان هذا قال: «إن الفلسطينيين لا يضيعون الفرصة.. لإضاعة الفرصة».

وهذه العبارة لم تدفن مع رفات هذا الذئب العجوز فى مقابر اليهود (توفى فى ٢٠٠٢ عن عمر يناهز السابعة والثمانين، وترجم للعبرية رواية توفيق الحكيم يوميات نائب فى الأرياف) بل كانت تعود فتطل برأسها مع كل جولة جديدة من المفاوضات، وكلما جرى عرض مشروع جديد على الفلسطينيين لتسوية الصراع مع إسرائيل.

وقد بلغ تأثر بعض الإسرائيليين بعبارة ابا ايبان هذه إلى الحد الذى اعتمدوها بأثر رجعى وسحبوها على مواقف الفلسطينيين من كل مبادرات ومشاريع التسوية التى ظهرت على امتداد سبعين عاما من أول مشروع لجنة بيل الملكية عام ١٩٣٧ وحتى الآن، وفى هذا السياق كان المستشرق الإسرائيلى البروفيسور «جى باخورى قال فى أعقاب فشل قمة كامب ديفيد التى جمعت الزعيم الراحل عرفات برئيس الوزراء باراك ورعاية كلينتون «الحمد لله أنه كان لنا زعيم فى عام ١٩٤٧ اسمه ديفيد بن جوريون وليس ياسر عرفات وإلا كنا من وقتها للآن نطالب بدولة إسرائيلية مستقلة.. ولا نحصل عليها».

وبصرف النظر عن صحة أو خطأ ما يقوله الإسرائيليون، فإن الأمر نفسه يستوجب إعادة فحص وتدقيق ودراسة من دون تسرع أو تشنج سياسى لأننا قد نكون مقدمين من جديد فى ظل ولاية الرئيس الأمريكى أوباما على مواجهة «فرصة» أو عرض جديد لتسوية الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، وقد تساعد الأفكار التى نطرحها هنا ويجرى الاشتباك معها على اعتماد معايير سياسية عقلانية للحكم على ما قد يعرض من جديد علينا حتى لا يعود أحد للقول إن الفلسطينيين لا يضيعون الفرصة من أجل إضاعة الفرصة.

وربما لهذا وجب أن نبدأ بالتوافق على تعريف محدد للفرصة والتى يمكن، بشكل مبسط، اعتبارها عرضا يترتب على قبوله تغيير فى الوضع الراهن إلى وضع أفضل نسبيا وليس إلى الوضع الأفضل بالمطلق.

والمشكلة ليست فى تعريف الفرصة نفسها، وإنما فى القرار الذى ينبغى اتخاذه بالقبول أو بالرفض بشأن هذا العرض فى وقت محدود ومحدد وفى ظل ظروف صعبة يسودها الشك والقلق وانعدام اليقين.

وقد تحول كل الزعماء فى التاريخ إما إلى أبطال عظماء ومخلدين أو إلى خونة وعملاء ملعونين بناء على القرارات التى أخذوها بالموافقة أو بالرفض بشأن الفرص التى عرضت عليهم وأخذوا قرارهم فيها رغم الظروف المشوشة وفى مواجهة ضغوط المعارضة وأصوات الرفض.

ولا تعتبر الفرصة ضائعة فعلا إلا بعد مرور فترة من الوقت يتأكد فيها أن الفرصة التالية تقل فى ميزاتها عن الفرصة السابقة التى جرى تفويتها أو رفضها، وفى حالات أخرى يؤدى ضياع الفرصة المعروضة إما إلى ظهور فرصة أفضل منها أو إلى عدم عودتها أبدا مرة أخرى كما فى المثال الشهير عندما نجح أفلاطون فى رشوة أحد حراس سقراط لتهريبه من السجن، لكن المعلم سقراط رفض الفرصة وقرر أن يتجرع السم ويموت، ولم يعد بالإمكان طبعا الحصول على أى فرصة أخرى.

ويبدو الأمر أكثر صعوبة وتعقيدا فى علاقة الحالة الفلسطينية بالفرص والفرص الضائعة بالنظر إلى العوامل التالية:

١- إنه لا يوجد بعد إجماع فلسطينى وطنى على طبيعة التسوية التى يمكن الاتفاق على أنها فرصة لا يجب إضاعتها أو تفويتها..

٢- إنه لا يوجد بعد ادراك كاف على صعوبة الجمع فى فرصة واحدة على كل المطالب الفلسطينية رغم التأكيد على عدالتها، ولم يبذل بعد ما يكفى من جهد لمعالجة هذا الأمر على نحو يحقق المعادلة الصعبة للحصول على الممكن وعدم التفريط فى غير الممكن فى لحظة تاريخية محددة كما فعلت كل التجارب التحررية فى العالم.

٣- إن الفلسطينيين لم يبذلو أدنى جهد سياسى لترتيب العلاقة بين ما يسمونه الحل المرحلى الانتقالى وبين ما يعتبرونه الحل النهائى لأنه عند ترتيب ووضوح هذه العلاقة لا يعد قبول فرصة الحل المرحلى، حتى لو كان منقوصا، من قبيل التفريط أو التنازل والخيانة، ويصح فى هذا المجال الاسترشاد بتجارب عديدة من أبرزها تجربة الرسول فى صلح الحديبية، والهدنتين اللتين أبرمهما صلاح الدين مع الصليبيين، واتفاق باريس الذى وقعه هوشى منة، واتفاق برستليتوفسك الذى وقعه لينين، ومبادرة روجرز التى قبلها عبدالناصر، وكأس السم الزعاف التى تجرعها الخمينى، ولا يتسع المجال لذكر المزيد من الأمثلة،

والمعنى انه من دون ترتيب العلاقة بين المرحلى والنهائى فإن الفلسطينيين قد يواظبوا فعلا على عدم إضاعة الفرصة لإضاعة الفرصة. ومن بين حوالى مائة قرار ومشروع ومبادرة عرضت على الفلسطينيين لتسوية الصراع مع إسرائيل اخترنا سبعة نماذج منها مما يمكن اعتباره على نحو ما «فرصة» لنتابع الموقف الفلسطينى منها، وعلى النحو التالى:

أولا - الفلسطينيون وفرصة الكتاب الأبيض: كانت بريطانيا وهى تستعد للحرب العالمية الثانية ترغب فى تهدئة مستعمراتها خاصة فى الهند والشرق الأوسط وفى هذا الإطار أصدرت فى عام ١٩٣٩ ما يسمى بالكتاب الأبيض الذى دعا إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ونسف كل أسس المشروع الصهيونى عندما نص فى البند الثانى على «أن الحكومة البريطانية تؤمن بأن واضعى صك الانتداب الذى تضمن تصريح بلفور لم يكن فى نيتهم وجوب تحويل فلسطين إلى دولة يهودية»، كما قيد هذا المشروع هجرة اليهود الصهاينة إلى فلسطين ومنع وقيد بيع الأراضى لليهود.

لكن الحاج أمين الحسينى مفتى فلسطين وزعيمها السياسى رفض هذا المشروع ولم يكتف بالرفض بل انتقل للتحالف مع هتلر. وبعد انتهاء الحرب عادت القيادة الفلسطينية والعرب بمطالبة بريطانيا بما ورد فى هذا الكتاب الأبيض لكن هذه الفرصة كانت قد ضاعت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mumbuzia
عضو جميل
عضو جميل
mumbuzia


عدد المساهمات : 182
نقاط : 16618
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
العمر : 35

التسوية .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: التسوية ..   التسوية .. Emptyالسبت سبتمبر 05, 2009 10:40 am

ثانيا -القرار ١٨١ لسنة ١٩٤٧ لتقسيم فلسطين إلى دولتين لشعبين: خصص هذا القرار للدولة اليهودية نسبة ٥٦.٤٧% من مساحة فلسطين، وكانت نسبة السكان العرب فى هذه الدولة ٤٤.٩٧%، وخصص القرار للدولة الفلسطينية ٤٢.٨٨% من مساحة فلسطين، وكانت نسبة السكان اليهود فى هذه الدولة ١.٣٦%، مع تحويل القدس إلى منطقة دولية، ورفض الفلسطينيون والعرب هذا القرار، وفى١٢/٤/١٩٥٠ اشترطت الجامعة العربية لتلبية دعوة لجنة التوفيق اعتراف إسرائيل بقرار التقسيم لكن الوقائع التى خلقتها هزيمة ١٩٤٨ كانت تجاوزت القرار.

ثالثا - مشروع الحبيب بورقيبة: فى ٢١/٤/١٩٦٥ تقدم الرئيس التونسى بورقيبة بمشروع يدعو إلى أن تعيد إسرائيل للعرب ثلث المساحة التى احتلتها منذ إنشائها لتقوم عليها الدولة الفلسطينية وكانت غزة والضفة الغربية مع العرب فى ذلك الوقت على أن يعود اللاجئون الفلسطينيون لدولتهم الجديدة لكن العرب والفلسطينيين رفضوه

رابعا - مشروع الحكم الذاتى فى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية: تضمنت هذه المعاهدة الصادرة فى٢٦/٣/١٩٧٩ النص على توفير حكم ذاتى كامل لسكان الضفة الغربية وغزة وانسحاب الحكومة العسكرية الإسرائيلية وإدارتها المدنية بمجرد انتخاب سلطة حكم ذاتى لتحل محل الحكومة العسكرية، وتستمر الفترة الانتقالية للحكم الذاتى خمس سنوات، وبنهاية هذه الفترة يتم التفاوض على الوضع النهائى ويجب أن يعترف الحل الناتج بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى ومتطلباته العادلة، وجرى أيضا رفض هذا المشروع.

خامسا - صيغة كلينتون ووثيقة موراتينوس: فى قمة كامب ديفيد نهاية عام ٢٠٠٠ وفى مفاوضات طابا بداية ٢٠٠١ جرى تداول صيغة كلينتون التى سجلها المبعوث الأوروبى موراتينوس فى ورقة غير رسمية، وتضمنت صيغة كلينتون المبادئ التالية: إقامة دولة فلسطينية قادرة على البقاء متواصلة جغرافيا وإيجاد تبادل ديموغرافى محدود، عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الدولة الفلسطينية وحصول جميع اللاجئين على تعويضات من الأسرة الدولية والضمانات الأمنية الدائمة لإسرائيل يجب ألا تكون على حساب سيادة الفلسطينيين ولا تتعارض مع وحدة أراضيهم، الدولة الفلسطينية مجردة من السلاح، والقدس يجب أن تكون مدينة مفتوحة وتشتمل على عاصمتى دولتين معترف بهما دوليا، وكل ما هو عربى فى القدس يجب أن يكون فلسطينيا وكل ما هو يهودى يكون إسرائيليا، وما هو مقدس للطرفين يتطلب عناية خاصة، وطرح كلينتون صيغة السيادة متعددة الطبقات على المسجد الأقصى بحيث تكون السيادة للفلسطينيين فوق الأرض وللإسرائيليين تحتها.

سادسا - وثيقة جنيف: وقد توصل إلى صياغتها فريقان غير رسميان، فلسطينى بقيادة ياسر عبدربه وإسرائيلى برئاسة يوسى بيلين، صدرت الوثيقة عام ٢٠٠٣، وتضمنت ما يلى: الحدود بين دولتى إسرائيل وفلسطين تقوم على أساس خطوط ٤/٦/١٩٦٧ مع تعديلات متبادلة على أساس ١:١، يعترف الطرفان بالوحدة السيادية والاستقلال السياسى وعدم المس بأراضى الطرف الآخر، إقامة رواق لربط غزة بالضفة الغربية بسيادة إسرائيلية ومفتوح دائما وبإدارة فلسطينية، تكون فلسطين دولة مجردة من السلاح مع قوة أمنية قوية والقدس عاصمة للدولتين، البلدة القديمة فى القدس وحدة واحدة ذات طابع خاص، يعترف الطرفان بأن قرار الجمعية العامة ١٩٤ وقرار مجلس الأمن ٢٤٢ ومبادرة السلام العربية هى الأساس لحل موضوع اللاجئين، ودعت هذه الوثيقة إلى أن يختار اللاجئ الفلسطينى سكنه الدائم من بين خمسة خيارات من بينها إسرائيل، وكشف النقاب يوم ٢٣/٧/٢٠٠٩ على صياغة ملحق جديد للوثيقة خاص بالترتيبات الأمنية بين الدولتين،

وأشارت التقارير إلى أن عواصم دولية وإقليمية اطلعت على هذا الملحق بما فى ذلك وزارة الخارجية الأمريكية. سابعا - اتفاق الرف.. أو مشروع أولمرت: كان اجتماع أنا بوليس أسفر عن الاتفاق على إدارة مفاوضات مكثفة حول قضايا الوضع النهائى للتوصل إلى تسوية بنهاية ٢٠٠٨، وعندما أوشكت هذه المهلة على النفاذ جرى اقتراح التوصل إلى ما يسمى باتفاق الرف، الذى يؤجل تنفيذه لمرحلة تالية لكنه يكون ملزما للطرفين وبمصادقة أمريكية والرباعية الدولية،

وكان رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت أعلن لصحيفة «واشنطن بوست» فى الأسبوع الأول من شهر يوليو ٢٠٠٩ عن تفاصيل العرض الذى قدمه للرئيس الفلسطينى أبومازن فى ١٣/١٠/٢٠٠٨، خارطة أولمرت تضمنت إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ٩٣.٥% من مساحة الضفة الغربية والحصول على ٥.٨% فى مناطق بديلة فى إسرائيل وعلى ممر آمن بين الضفة وغزة بحيث تقام الدولة الفلسطينية على ما يساوى مائة فى المائة من مساحة الضفة الغربية،

ونص مشروع أولمرت على تقسيم السيادة بين الأحياء اليهودية والعربية فى القدس وإبقاء «الحوض المقدس» فى البلدة القديمة ومحيطها تحت إدارة دولية من دون سيادة، ولكن أولمرت لم يعترف بحق اللاجئين فى العودة إلى داخل إسرائيل ودعا إلى عودتهم إلى الدولة الفلسطينية المستقلة مع عودة أعداد رمزية منهم لإسرائيل، ولكن أبومازن رفض التوقيع على خارطة أولمرت وطالب بسيادة فلسطينية كاملة على القدس الشرقية وطالب بتقليص الكتل الاستيطانية التى ستضم لإسرائيل مقابل مساحة مساوية من داخل إسرائيل، وكان عريقات كبير المفاوضين قال: لقد كان العرض جد جدى ولكن الوقت لم يسعفنا لاستكمال الاتفاق!!

كان هذا عرضا موجزا جدا لسبعة من العروض أو الفرص التى قدمت للفلسطينيين، ويمكن الرجوع إلى تفاصيل كل منها فى العديد من المراجع المتوافرة، وفى ضوء هذا العرض ومقدماته يمكن الآن الانتقال لبحث المسائل الأكثر أهمية المتعلقة بالمستقبل وليس الماضى والإجابة على سؤالين: ما هى الملامح الأساسية «للفرصة» الجديدة التى يمكن أن يعرضها الرئيس أوباما والمجتمع الدولى على الفلسطينيين؟ وما القرار الفلسطينى المتوقع بشأن هذه «الفرصة»؟ ويمكن توقع الإجابة على السؤال الأول فى ضوء ثلاث محددات أساسية وهى ما يلى:

١- إنه فى مقابل تعاظم واتساع التأييد الدولى لحق الفلسطينيين فى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة فإن مساحة هذه الدولة بمرور الوقت تشهد تناقصا مضطردا (من حوإلى ٤٣% من مساحة فلسطين فى ١٩٤٧ إلى ٢٢% فى ٦٧، وإلى ما هو ادنى من ذلك الآن).

٢- إنه مع الانقسام الفلسطينى بين غزة والضفة الغربية والمرشح للتحول إلى انفصال يصعب تصور أى إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة، ويوفر هذا الانقسام الذريعة الأساسية ليفلت نتنياهو من أى احتمال للتسوية.

٣- إن مشروع التسوية لن يخرج فى أفضل الأحوال عن صيغة كلينتون فى الحد الأدنى أو وثيقة جنيف أو صيغة اتفاق الرف لأولمرت فى الحد الأقصى، ولا يجب الوقوع فى أى أوهام حول إمكانية رفع سقف التسوية بما يتجاوز ذلك.

وبناء عليه فإنه يصعب فى ظل هذه الظروف تصور وجود قيادة فلسطينية تجرؤ وحدها، دون دعم دولى وعربى وإقليمى قوى، على الموافقة على عرض التسوية القادم لإدارة الرئيس الأمريكى اوباما، ولذلك فإنه من الضرورى، على ضوء كل العناصر التى جرى عرضها، البدء من الآن بأجراء مراجعة صريحة وشاملة للخيارات الفلسطينية إذا ما عرضت عليها «فرصة» جديدة للتسوية، على أن يتضمن ذلك حسابات الكلفة التى سيتحملها الشعب الفلسطينى وأرضه وقضيته، والإجابة بكل صراحة ومسؤولية عن كل الأسئلة التى يجرى إخفاؤها عادة فى ضجيج الشعارات والمزايدات بين الفصائل،

ويبدو أن هذه المهمة اكبر واخطر من أن تترك للقيادات الفلسطينية الراهنة، والمشكلة أن الوضع العربى العام ليس افضل حالا حتى يدعى لتحمل مسؤولياته تجاه القرار الفلسطينى الذى يجب أن يؤخذ فى كل الأحوال بشكل سياسى عقلانى. وإذا كان العد التنازلى قد بدأ فعلا للإعلان عن مشروع أوباما للتسوية فإن الفلسطينيين ملزمون من الآن، وليس غدا، لصياغة موقف تاريخى مسؤول لا يعرض مصير الشعب والأرض لمزيد من التيه فى المغامرات بين أطماع الضباع الجائعة.. أو الندم على الفرص الضائعة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الولي الفقيه
عضو جديد
عضو جديد
الولي الفقيه


عدد المساهمات : 34
نقاط : 16348
تاريخ التسجيل : 18/08/2009

التسوية .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: التسوية ..   التسوية .. Emptyالأربعاء سبتمبر 09, 2009 7:15 am

مرحبا ممبو....
هل سمعت بمحميات الهنود الحمر في أمريكا؟ حيث أنه بعد أن احتل البيض بلدهم فهم يمنون عليهم أنهم أعطوهم هذه المحميات... كأن الهنود حيوانات لا يهمهم سوى الأكل والشرب ولا أحلام قومية لهم ولا يريدون بلدا مستقلا(هناك حركات هندية تطالب بالإستقلال وبإمكان الهنود إنشاء وطن قومي مستقل فعددهم يتجاوز الآن 5 ملايين).... بما أن أمريكا لا تختلف في شيء عن إسرائيل فهي تحاول أن تكرر سيناريو الهنود الحمر مع الفلسطينيين. وعباس الخائن مهمته الإنسياق وراء مخططاتهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التسوية ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى العدميين العرب :: الساحة السياسية-
انتقل الى: